+ A
A -
خلال الأيام القليلة الماضية والعالم يودع عاما ويستقبل آخر أحببت أن أتعرف على ردود أفعال الناس تجاه الأحداث التي شهدها العالم عام 2016، وماذا يتمنون أو ينتظرون من عام 2017، فتفرغت قليلا لمتابعة وسائل الإعلام حول العالم من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وأخذت أرصد ما يقولون ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ووجدت نفسي في نهاية المطاف وبتلقائية وعفوية أحمد الله تعالى على ما نحن فيه من نعم أهمها نعمة الأمن.
كانت الأمنية التي تعد القاسم المشترك بين كل الشعوب هي تحقيق الأمن واختفاء الإرهاب من على خريطة العالم، الكل يشتكي من موجة الإرهاب التي ضربت العالم خلال عام 2016، حتى أولئك الناس الذين خلت بلادهم من عمليات إرهابية يتمنون اختفاء الإرهاب من على خريطة العالم، لأنه ربما هالتهم وأزعجتهم تلك المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لأشلاء ضحايا الإرهاب حول العالم، اعتقدت في لحظة ما أن الناس رغم اختلاف أعراقهم وسلالاتهم وثقافاتهم وحضاراتهم تذكروا فجأة أنهم من أب واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء، وفي نفس الوقت انتابتني مشاعر متناقضة لأن من يمارسون الإرهاب هم أيضا من سلالة نفس الأب ونفس الأم.
مما لا شك فيه أن الأمن واختفاء الإرهاب من على خريطة العالم من أولى أمنيات كل إنسان طبيعي وسوي، لكن ما يبعث على القلق أن الفكر الإرهابي أصبح مفتوحا على العالم، ونخشى أن يتواصل في عام 2017 بنفس وتيرته في العام المنصرم، هذا ما استخلصته من أحاديث الناس على اختلاف أيديولوجياتهم وثقافاتهم، وفي محاولة متواضعة مني للوقوف على أسباب هذا القلق الذي استبد بالبشر إلى هذا الحد، أجدني قد عثرت على مبررات مقنعة لتخوفهم، فالإرهاب في الفترة الأخيرة طال المساجد وطال الكنائس ولم يستثن الملاهي والمدارس، فضلا عن الأسواق والشوارع وقارعات الطرق، وهو إرهاب أعمى إن جاز التعبير، لا يفرق بين رجل وامرأة، أو بين كبير وصغير!.
إذن والحالة هكذا فإن السؤال المنطقي هو: إلى أين يذهب الناس كي يأمنوا شر الإرهاب الذي طال كل شيء على هذا النحو؟!.
هل أصبح وجود عالم خال من الإرهاب أمرا مستحيلا؟، في تقديري المتواضع لا، إنه أمر ممكن إلى حد كبير إذا حسنت النوايا وخلص العمل، وإن كان ذلك يتم من خلال خطوات عدة أولها أن تسود المساواة، وأن تأخذ الدول الكبرى على عاتقها تعظيم قيمة العدل، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الدولية.
الحمد لله من قبل ومن بعد على ما ننعم به في قطر من أمن وأمان، وهي النعمة التي نتمناها للجميع، لأن قطر قد أخذت على عاتقها وتعهدت بأن تكون قوة للخير والسلام، فنسأل الله تعالى أن يسدد خطى قيادتنا على هذا المسار إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
08/01/2017
1461