+ A
A -
مسؤولية من؟ حين تموت طفلة عمرها( 76) يوما فقط، بسبب انعدام اسطوانة الاكسجين، في أحد المستشفيات؟
القصة المؤلمة حدثت في احد مستشفيات السودان، تحديدا في مستشفى مدينة رفاعة، في الوسط، القريبة جدا من العاصمة الخرطوم، حيث وزارة الصحة المركزية.
والد الطفلة المفجوع، فجع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحكي، عن كيف أن طفلته كان يهرع بها من قسم في المستشفى إلى آخر، وهي تبحث عن أنفاسها، دون العثور على إسطوانة واحدة، تنشط الرئتين الصغيرتين.
وقف الطب عاجزا، عن الإنقاذ..
الطفلة الآن تحت التراب، ومثلها كما يقول الأب المفجوع، كثيرات، فارقن الحياة بذات السبب: انعدام الأكسجين.
لو حدثت مثل هذه الفاجعة في أي من الدول التي تربي مسؤوليها بمفاهيم تحمل المسؤولية، لكان كل من تسبب في هذه الفاجعة، قد بادر بتقديم الاستقالة، وهو يلطم ضميره المهني المسؤول، كفا من وراء كف.. ولكان وزير الصحة قد بادر هو- أيضا- كسير العينين والقلب والضمير، إلى تقديم استقالته، على العلن، مع تقديم كل ما يلزم من الاعتذار.
ثقافة تحمل المسؤولية، ثقافة تنقصنا في العالم الثالث، والذي تردت معظم دوله إلى مرتبة أدنى، بسبب اللامبالاة بحياة البشر، إجمالا.. بسبب اللامبالاة بالحياة، في معناها الذي يليق بالبشر، أصلا.
حين يولد طفل، تأخذ الحياة معنى الاستمرارية.. لكن حين يموت طفل بسبب الإهمال، تنقص الحياة قليلا.. تبكي من كل قلبها، وتلبس السواد!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
05/01/2017
847