+ A
A -
تناقلت وسائل الإعلام في العالم كله خبر الإرهابي الذي فتح النار على الناس في ملهى أو مطعم أو أيا كان تصنيفه في اسطنبول، والذي أودى بحياة 39 إنسانا لا ذنب ولا خلاف لهم معه شخصيا.
قد تكون عند هذا المسلح مشكلة مع أردوغان أو تركيا أو حتى مع السياسة التركية، لكن قطعا لم تكن معه مشكلة مع هؤلاء الناس الذين قتلهم، حظهم أنهم كانوا في المكان الذي اختاره فقط لا غير.
أنا لن أتكلم عن الإرهابي، لأنه إرهابي، نقطة وانتهى.
لكني أتكلم عن «إرهابيي التفكير» الذين يستحلون الدم بكل بساطة، ويبسطون الجريمة كأنها إقامة حد من حدود الله على مجرم. ويفرحون بمنظر الأشلاء والدماء كأنهم يرون جثث الكفار في معركة بدر.
سمعنا من الكثير جملة:
«يستحقون ما أصابهم، محتفلون في احتفال حرام، وفي ملهى وعلى سكر وخمر» وما إلى ذلك.
قبل أن يتأكدوا أصلا إن كان المكان فعلا ملهى أم هو مطعم كبير كما بينت بعض الأخبار تاليا.
بل حتى على افتراض انه ملهى، فهل يصح استحلال دمهم والشماتة بقتلهم، لمجرد أنهم في ملهى.
بل لو اعتبرناهم حتى كفارا سكارى وبهم أسوأ الكلام في الحرام وأبلغ الحرام في الكلام، فهل نستحل بذلك دمهم بهذه الطريقة. عامة الناس أصبحوا إرهابيين من حيث لا يعلمون، المفاهيم مفاهيم إرهابيه، التكفير إرهابي، الميزان الإسلامي عندهم ميزان إرهاب، سيطر عليهم مفهوم الدم، من خلال علماء الدم الذين لا يرون ولا يروون عن الإسلام إلا شدة وعذابا، ومنهم خرج هذا الفكر، ولكنه يتنكرون أنهم هم من صنعه9 وأسسه وعلمه.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
04/01/2017
1046