+ A
A -

في حملة ترامب طرح شعار (شفط مستنقعات واشنطون) وهو شعار ألهب متطلعات الجماهير الموالية لحملته، وفي الوقت ذاته كان يحرك مشاعر من خارج حملته، فالكل متذمر من تاريخ المؤسسة مع الناس، من قبل حادثة الرهن العقاري الكارثية، ومعها لعنات وول ستريت وحملة ال مين ستريت مقابل وول ستريت وهو شعار يضع الناس مقابل المال، ثم حوادث البوليس مع السود في شوارع أميركا، وكلها لهب يصب في نيران الوجع المتصل من الاختلاط الطبقي، لدرجة أن الرجال البيض اندمجوا في كراهية مؤسسة واشنطون، وإن لأسباب أخرى بما إنهم يرون أنها طارت من سيطرتهم. وتبعا لهذا غنت كل الحناجر على ليلى، ولكل ليلاه الخاصة.
وحينما بدأت إدارة ترامب تتشكل ظهرت الأسماء وكأنها ليست من سيشفط مستنقعات واشنطون، ولكنها ستجلب إليها تماسيح غير تماسيحها لتغوص فيها غوصها الخاص.
وهذا تعليق صحفي ورد على الـ BBC 1/ 12 / 2016.
هي المؤسسة هكذا تعرف كيف تحتال لنسقها وليست تسلم نفسها لمضطهد أو فقير أو بائس ولكنها تنتقل من سيد قوي إلى سيد قوي آخر، في حرب هي بالمصطلح النقدي تساوي صراع الأنساق حين ينكسر نسق ليحل محله نسق أعتى منه، على أن المؤسسة تعرف كيف تنساق مع عمها الجديد وتكسب منه أقصى ما يكمن كسبه، وإن كانت الشعارات توصلك للكرسي فإن الكرسي لن يتنازل عن قوته من أجل شعار جذاب والكراسي تمنح الجالس عليها حقه الكامل في أن يكون سيد الموقف شرط أن يعطي الكرسي حقه، والكرسي الأبيض يظل أبيض، والتجارب الأخيرة تظهر أنه مقاوم للألوان، ومهما مر عليه من وقت في لون غير الأبيض فإنه سيعيدها جذعة للون النسقي الذي يسترد ما فات منه.
بقلم : عبدالله الغذامي
copy short url   نسخ
24/12/2016
4724