+ A
A -
أي مراقب أو محلل سياسي أو متابع للأحداث التي تجري على الساحة العالمية الآن لابد له أنه يسلم بأن أفضل نموذج للعلاقات بين الدول هو نموذج العلاقات القطرية التركية المتينة، والتي ترتكز على كل ما من شأنه مصلحة الشعبين الشقيقين القطري والتركي، كما يسلم بأن البلدين ماضيان على طريق التعاون الوثيق وتعميق الشراكة وتطوير وتنمية هذه العلاقات على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها التعاون الاقتصادي، ورفض التطرف والقتل والإرهاب الذي عم المنطقة وطرق باب تركيا، الأمر الذي جعل قطر تقف معها وتدعم أية إجراءات تتخذها للحفاظ على أمنها وسلامتها، وهذا ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى- حفظه الله ورعاه- خلال ترؤسه وفد الجانب القطري في الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين الذي عقد هذا الأسبوع إذ قال سموه- حفظه الله-: دولة قطر تقف دائما مع الشقيقة تركيا ضد أي تحديات إرهابية.
فمن حقي كمواطنة قطرية أن أفخر بسياسة بلدي قطر الحبيبة التي عودتنا دائما على الوقوف مع الحق ضد الباطل، فكانت أول دولة تستنكر وتدين بشدة تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا خلال هذا العام، والخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية، وتدين كل ما من شأنه إثارة الفتن في هذا البلد إلى يعد بلا ريب سندا قويا للأمتين الإسلامية والعربية، كالتفجير الإرهابي الذي وقع مؤخرا في ولاية قيصري وأسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.
كما يبدو فإن جهات عديدة تريد أن تكون تركيا بلدا مفصلا على مقاسها، وبالتالي لم تعجبها تجربتها الديمقراطية، ولم يرق لها أن تتحول تركيا من دولة مدينة إلى دولة دائنة، ومن دولة مستهلكة إلى دولة منتجة، ومن دولة مستوردة إلى دولة مصدرة، وليس هذا فحسب بل ضمن العشرين دولة الأول اقتصاديا.
كل هذه الإنجازات تمت تحت سمع وبصر الشعب التركي الشقيق الذي يتمتع بحيوية ووعي يحتمان عليه الحفاظ على تجربته وعلى هذا الإنجاز التاريخي في مسيرته، ويحتمان عليه رفض أية إملاءات تسلب إرادته من قبل جهات ودول غير مدركة لوعي هذا الشعب ذي الإرث الحضاري والثقافي العريق عبر الأزمنة والعصور.
أما دولتنا قطر فقد عودتنا دائما على الوقوف بجانب الحق في عالم تغلَّب فيه الباطل، والمناداة من أجل السلام في وقت علت فيه دقات طبول الحرب وأصوات السلاح، والعمل بإخلاص ليعم الخير على الجميع في زمان تتزاحم فيه قوى الشر، لكني مطمئنة إلى أن قطر دائما ما تراهن على الطرف الرابح وهو طرف الحق والعدل.
ليت الدول العربية والإسلامية التي اتسعت هوة الشقاق بينها تتخذ من العلاقات القطرية التركية نموذجا لها، وأن تحذو حذوهما حتى تخرج أمتنا من هذا النفق المظلم الطويل.
copy short url   نسخ
22/12/2016
1607