+ A
A -
يقول المثل العربي الشهير: «الشكوى لغير الله مذلة».
كنت مقتنعا جدا بصدق هذا المثل ومازلت، فالشكوى لله لن تخسر فيها أبدا، سواء استجاب الله لشكواك وانتقم من خصمك الظالم، أو ادخرها لك أجر دعاء وتضرع.
وهي العكس من الشكوى للناس التي تخسر فيها في الحالين.
ولكن الله فتح لنا بابا للشكوى، قليل الذلة، كثير النفع، عام الفائدة.
باب من أوسع الأبواب وأنفعها، باب يجعلك تطلب ما تشاء من غير أن تشعر بانكسار في الطلب.
باب.. تويتر
اخترعه لنا شخص غير مسلم.
ولكن ما استفاد منه أحد بقدر ما استفاد منه المسلمون.
مخترع تويتر أميركي الجنسية، وهو يتمتع بديمقراطية نحسده عليها، يأخذ حقوقه بالقانون، فلا منة لأحد عليه، ويؤخذ الحق منه بالقانون فلا ينتزع منه بيد السلطة، القانون يسري عليه وعلى ابن الوزير سواسية، والقانون يجعله هو ورئيس أميركا سواء، رأسا برأس، وكتفاً بكتف، وكفاً بكف.
وهذا ينطبق على الأوروبيين، وينطبق بصورة أقل على كل شعوب العالم بنسب متفاوتة.
لكن الأمر يأتي عند العرب ويقف تماما، فلا حق إلا بواسطة وحبة خشم وتوقيع أو توصية من سعادته.
فهم اخترعوا تويتر من أجل التسلية.
أما نحن فقد اتخذنا تويتر برلمانا للرأي، ومنبرا للشكوى، ونافذة للفضفضة، وأسلوبا للمناشدة، وطريقا للنصيحة، وسبيلا للدعوة.
أصبح المظلوم أو المحتاج يطلق شكواه لتويتر، من غير ذلة عند أحد أو منّة أحد، فيتناقلها الناس رتويتا وتعليقا، حتى تصل لأعلى مسؤول في البلد، ولصاحب القرار نفسه، الذي عنده المنح أو الرفض.
فيالله كم خدم المسلمين هذا التويتر غير المسلم، وكم نفعنا، وكم حفظ لنا كرامتنا، واسترد لنا ماء وجوهنا؟

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
21/12/2016
1233