+ A
A -
في قرار نزل بردا وسلاما على قلوب القطريين وشفيت به صدور قوم مؤمنين، وبتوجيهات من سمو الأمير المفدى ألغت دولة قطر احتفالاتها بيوم من أعز أيامها هو اليوم الوطني تضامنا مع الأشقاء في حلب، لنقول لهم إننا ندرك مدى آلامكم، والفاجعة التي حلت بكم، فليست صور شهدائكم وحدها هي التي تدمي القلوب، ولكن أيضا صور من تبقى منكم على قيد الحياة يصارع الموت، وهو يحمل أشلاء عائلته هائما بها على وجهه لم يعرف إلى أين يذهب، أو إلى أي اتجاه يتجه، صور الطفلة التي لا يتعدى عمرها خمس سنوات وهي تجري تسابق الريح مرعوبة وسط بحور من الدماء التي سالت من جثث أفراد عائلتها وجيرانها الملقاة على الأرض، وهم يسلمون أرواحهم لبارئها، صور الأم المفزوعة التي تحمل أحد أطفالها وقد قطعت رأسه، تنظر في لهفة هنا وهناك بحثا عن بقية إخوته عساها أن تجد واحدا منهم على قيد الحياة.
شعب يباد بالكامل، ومن كتبت له الحياة يهيم على وجهه في أعالي البحار، هربا إلى بلاد غير مسلمة فيغرق وتتقاذفه الأمواج، ويلقيه البحر بالساحل، شعب بالكامل يباد ويرحل من وطنه من أجل ألا يرحل شخص واحد!!.
هل رأيتم فيما رأيتم أو عرفتم فيما عرفتم منذ خلق الله السموات والأرض، أن شعبا كاملا يباد ويرحل من وطنه من أجل ألا يرحل شخص واحد؟، ويجري هذا تحت سمع وبصر عالم يدعي التحضر والرقي ويتشدق بالإنسانية، وبعلم دول تسمي نفسها دولا كبرى تزعم أنها حامية الحرية والديمقراطية لم تتحرك لإنقاذ إخوة لهم في الإنسانية انحدروا مثلهم من نسل آدم وحواء.
إنه عالم فقد الإحساس أو أعطى ظهره للقيم، اصبح ما يجري فيه أفظع مما يجري في الغابة.
الحمد لله رب العالمين أن منحنا قيادة حكيمة تعلي من شأن القيم الإنسانية، أبت أن يفرح القطريون في وقت أغرقت فيه بحور الدماء أشقاء لنا في الإنسانية والعروبة والدين، بفعل البراميل المتفجرة من جيش المفترض أنه المدافع عنهم، لقد نزل قرار إلغاء الاحتفال باليوم الوطني تضامنا مع الأشقاء في سوريا بردا وسلاما على قلوب القطريين الذين هالهم ما يجري في حلب، هذه هي قطر، لن تجدوها دائما إلا في صفوف الشعوب، ولن تجدوها واقفة إلا في جانب الحق، ناصرة للمظلوم، مهما واجهت من تبعات جراء مبادئها وقيمها الرفيعة.
- كيف لي كمواطنة عربية ألا أشعر بالخجل وأنا أسمع الدبلوماسي الإسرائيلي نزار عامر يتحدث من على منبر الأمم المتحدة ويقول النظام السوري يقتل ويصيب أطفال ونساء سوريا ونحن في إسرائيل نسعفهم ونعالجهم في مستشفياتنا!.
- كيف لكل عربي ذي عقل وبصيرة أن يعي كيف استباح رئيس عربي قتل شعبه والاستعانة بأجانب لقتل شعبه!!.
- أية هدية أهداها النظام السوري لأطفال سوريا عموما وحلب خصوصا في هذا الوقت الذي تتسلم فيه أطفال العالم أجمع الهدايا إما لتشجيعهم على استذكار دروسهم، أو احتفالا بأعياد ميلادهم، أو بذكرى مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان منذ أيام قليلة، أو بذكرى مولد المسيح عليه السلام الذي سيحل بعد أيام قليلة، أو في الاحتفال باستقبال عام جديد.
- هل هناك نظام في العالم يهدي أطفال شعبه براميل متفجرة في مثل هذا المناسبات فيحولهم إلى أشلاء وشوارعهم إلى بحور من الدماء؟.
- أي منصب رئاسي يمكن أن يتبوأه رأس هذا النظام أو يستمر فيه بعدما ارتكب كل هذا الجرائم ضد شعبه؟، ألا يدرك أن صرخات اليتامى والثكالى وأرواح الشهداء تلاحقه باللعنات في كل زمان ومكان؟
حقا إن أمر هذا النظام لعجيب..

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
18/12/2016
1616