+ A
A -
لماذا يأبى كثيرون ان يكتبوا وصية؟ سؤال طرحه أحد المحامين.وعاد ليجيب عليه بنفسه: أظن السبب يعود إلى عجزهم عن الجزم في حقيقة مشاعرهم نحو وفاتهم وممتلكاتهم وعائلاتهم.وغني عن القول ان كتابة الوصية لا يعجل الأجل المحتوم.ولكن يبدو ان بعض الناس يحسبون الأمر كذلك. ويستطرد المحامي (وليم زايل) قائلا: لقد رفض الفنان العالمي بيكاسو الإذعان لنصيحة محاميه بترك وصية لأنه اعتبرها فألا سيئا.وكأن الإنسان سيعيش للأبد. وفيما بعد ترك ثروة قدرت بثمانمائة مليون دولار ضاع ثلاثة أرباعها على المحامين والقضايا والضرائب،.وبعض الناس يزعمون إنهم لا يملكون من حطام الدنيا ما يستدعي ترك وصية مكتوبة.ولكن حتى في حال وجود تركة متواضعة والحديث للمحامي «زايل» فإن التخلف عن كتابة وصية يؤدي عادة إلى تحميل أفراد العائلة الباقين مشقة مضنية ويكبدهم نفقات كبيرة.ناهيك عن طول الإجراءات وضياع الوقت وأحيانا العمر.وهناك أشخاص يوصون بثرواتهم لحيواناتهم نكاية في ذويهم.أو يهبونها للأعمال الخيرية كأن تكون وقفا لا يحق التصرف فيها.اعرف سيدة تكره بناتها وترفض ان يرثوا أموالها وعقاراتها وتعلم ان الشرع سوف ينصفهم فيما بعد.وحسب أقوالها أوصت بترك ما تملك للمؤسسات الخيرية.في حين يقوم البعض بتوزيع كل أملاكهم في حياتهم وفيما بعد يعضون أصابع الندم.ويذكر المحامي الذي ألف كتابا حول هذا الموضوع أن رجلا وضع وصية تدل على الخبث إذ طلب أن يسجى جثمانه في الدور العلوي من قصره وأن يحيط به كل الورثة لفترة معينة.وحين تجمع أقرباؤه حول نعشه انهارت بهم ارض الغرفة فقتل عدد كبير منهم.وبدا واضحا ان هذا الرجل عبث بالأعمدة التي تدعم الغرفة قبل وفاته.وهكذا بدلا من يأخذ أمواله معه إلى الآخرة اخذ عددا من المنتفعين من موته.ان كتابة الوصية تجعل بعض الناس يشعرون أنهم فقدوا السيطرة على ثروتهم أو السلطة على عائلتهم.ومع ذلك فقد تكون الوصية هي الكلمة الفاصلة.والتحية الأخيرة التي يوجهها الراحل لهذا العالم.والمبررات الكثيرة التي يقدمها الناس للتخلف عن هذا الواجب مبررات واهية.فوضع الوصية وأيضا الكلام على لسان المحامي ينبغي ان يكون مواجهة صحيحة ومكشوفة لمشاعر الإنسان الحقيقية تجاه الحياة والموت والممتلكات والناس الذين يحبهم.او كما قال هرمان فيل في روايته موبي ديك على لسان احد إبطاله بعدما وقع وصيته: لقد شعرت بالراحة وأحسست أن حجرا ثقيلا انزاح عن صدري.لقد عشت بعد مماتي.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
14/12/2016
1233