+ A
A -
يبدو أن العلاقات المستقبلية بين واشنطن وبكين في عهد الرئيس الأميركي المنتخب «دونالد ترامب» لن تكون رخاءً سخاءً كما هي عليه منذ نحو أربعة عقود.. فقد كشفت المحادثة الهاتفية الأخيرة بين ترامب ورئيسة تايوان «تساي إينغ وين» أن تياراتٍ شديدةً كانت تتحرك تحت السطح بين تايوان، والإدارة الأميركية المقبلة، وأن هذه التيارات كانت تتم منذ ستة أشهر بين أعضاء بارزين في فريق ترامب الانتخابي ومسؤولين في تايوان.
وقد كشِف النقاب في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي عن قيام السناتور السابق «بوب دول» بدورٍ كبيرٍ خلال الفترة المذكورة في تسهيل عملية التقارب بين تايوان والرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، وأسفر الأسبوع الماضي عن تلك المكالمة الهاتفية التاريخية بينه وبين الرئيسة وين، مما هدد بتفسّخٍ كبيرٍ في العلاقات بين واشنطن وبكين.
كانت الولايات المتحدة الأميركية، قد ألغت اعترافها الدبلوماسي بتايوان (الصين الوطنية) عام 1979، واعتبرت الصين الشعبية هي الممثل الوحيد للشعب الصيني، لكنها أبقت على اتصالاتٍ وثيقةٍ معها، ومواصلة تزويدها بالأسلحة الحديثة المتطورة.
واعترف السيد دول (93 سنة) الذي شغل منصب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي سابقاً، بأنه عمل مع فريق ترامب الانتخابي لتسهيل هذه المحادثة، ويذكر أن دول هو الوحيد الذي ساند ترامب من بين الزعماء الجمهوريين الذين ترشحوا من فبل للانتخابات الرئاسية.
وأوضح دول في تصريحاتٍ له الأسبوع الماضي أن اهتمامه بتايوان بدأ إبان عمله كسيناتور حينما كان الكونغرس ينظر في مصير العلاقات بين بلاده وتايوان العام 1979، وأنه يعمل لصالح تايوان خلال العقديْن الماضييْن، وفي يناير الماضي أوضح دول شروط اتفاقه لتمثيل المكتب الاقتصادي الثقافي لتايبيه في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يعتبر السفارة غير الرسمية لتايوان هناك، ومن بين مهام دول- حسب الوثيقة- مساعدة تايوان في تحقيق أهدافٍ عسكريةٍ والحصول على عضويةٍ في الشراكة عبر الباسيفيكي التي تضم اثنتيْ عشرة دولة.
وقد نتساءل: ما الذي حققته تايوان من المحادثة الهاتفية بين رئيستها، والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب؟
الإجابة: نجاح تايوان في تحقيق أهداف مهمة، فقد تبنى الجمهوريون في مؤتمرهم الانتخابي في يوليو الماضي صيغةً أشارت للمرة الأولى إلى التوكيدات الستة التي قطعها الرئيس الأميركي الأسبق «رونالد ريجان» 1982، من بينها «تعهد الولايات المتحدة بعدم تحديد موعدٍ للتوقف عن تزويد تايوان بصفقات الأسلحة الحديثة والمتطورة» وهذا ما كسبته الرئيسة «تساي إينغ وين» في مكالمتها الأخيرة مع الرئيس الأميركي المنتخب: دونالد ترامب.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
09/12/2016
3366