+ A
A -
عندما ينطلق معرض الكتاب تنطلق معه البهجة لزيارته والتجوال بين دور النشر المشاركة وغيرها الغائب الحاضر. سفر وتنقل دور النشر من بلد لبلد وعرضهالآخر الإصدارات والطبعات.. يجعل لمثل هؤلاء الناشرين تقديرا لما يحملونه من عناوين ومن مؤلفات وكُتاب وأسماء لها وزنها وتاريخها وعمق قلمها، وبين مؤلفات تنشر تغريدات أو شخبطات غير مفهومة أو تصل لصفحات بيضاء أكثر من تلك الصفحات التي لامسها الحبر الأسود وطباعة حرف عليها!
أول زيارة لي كانت السبت رابع يوم للافتتاح، وأفرح عندما أجد أعمارا وأجيالا تسعى للحضور والوقوف والانتظار لاقتناء كتاب مع توقيع مؤلفه.. لتكتشف أن الشخص كتب كتابا باسمه، دون فيه ما أراد تدوينه.. وطبعه طبعة كتاب عادية بورق معين وحروف معينة وغلاف.. وتستغرب سعره الذي يفوق تكلفته الواضحة من العنوان.. وغلافه.. ناهيك عن القيمة التي يحملها الكتاب.. وهل يا ترى وهل من الممكن.. أن يكون كتاب يمكن الرجوع إليه مرة واثنتين وثلاثا كمرجع مهم لمدى عمق حروفه وفكره؟
اللافت للنظر كم السواد الأعظم الذي ينتظر أمام دور العرض من فتيات ومراهقات.. انتظارا للوصول لتوقيع المؤلف..! افرح إن رغم مغريات الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي الا ان البعض منهن استفدن من استعراض بعض المشاهير لعناوين كتب وأهمية القراءة.. المهم إن يحمل هذا الجيل وغيره من أجيال وأعمار كتابا في صالة انتظار وعلى متن الطائرة وفي أوقات الفراغ وفي حديقة وقبل النوم.. والأهم تفعيل نشاط المكتبة والقراءة في المدارس، وتخصيص مكان لمكتبة خاصة بالبيت، أو حكومية.
والأهم توجه الدولة عبر وزارة الثقافة والرياضة بتبني فكرة القراءة والحث عليها وأهميتها في بناء الشخصية والعقل ما يمكنها من حوار وقدرة على اتخاذ قرار ومجاراة الواقع والمستجدات لا لأجل أن يقال إنك مثقف وإنما الأهم لبناء عمق روح وشخصية وعقل لا يشيخ ولا يصاب بالزهايمر والنسيان ولا يكون محدود الاهتمام والسطحية!!
كما سعت الدول بتخصيص يوم للرياضة، نحتاج عبر شهور السنة تخصيص كتاب لكل شهر على الأقل لقراءته ومناقشته والتأكيد على ذلك لأجل بناء جيل يعتمد عليه كثروة في بناء الوطن ورفعته.
ومن يقرأ جيدا يفهم جيدا ويكتب جيدا ولا يحتاج للاستعانة بمكاتب خاصة وتجارية لكتابة ورقة بحثية أو دراسة أو كلمة يلقيها! لنخصص كما تسعى الدولة أماكن وحدائق للمشى.. وتسعى لبناء دور مميزة للقراءة ولتسعى للاهتمام بتشجيع الطلبة على القراءة.
آخر جرة قلم
أشعر بالسعادة عندما أزور معرض الكتاب في الفترة الصباحية وأشاهد اصطفاف الطلاب من الجنسين من المراحل الدراسية المختلفة وأهمهم المراحلة الابتدائية وما قبلها يشترون القصص أو حتى الألعاب التعليمية.. صورت مجموعة من الأطفال لمدرسة أبي حنيفة وقلت لهم اقرؤوا الكتب حتى تكونوا أقوياء ولا يمكن لأي أحد أن يفوز عليكم.. القراءة نعمة عظيمة، نعرف قيمتها متى وجدنا في وقتنا الحالي من هم أميون لا يقرؤون.. ونعمة لنعمة البصر، ونعمة تتحقق لنعمة المال التي تمكننا من شراء ما نريد من مؤلفات ارتفعت الأسعار بشكل كبير رغم انخفاض أسعار النفط..! وتحية تقدير وإجلال لكل من احترم القلم والحرف والكتاب.. في كل زمان ومكان.. وجعل لهما الاهتمام والالتفات..في زمن كثرت فيه المغريات!

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
08/12/2016
4929