+ A
A -
- بين أي سطرين، هنالك جملة مكتوبة بالحبر السري..
اقرأها، في سرك!
- الإستيكة، متواطئة..
مرة، معك..
ومرة، ضدك.
لو كانت معك، فهذا يعني أنها تعرف جبنك، أو ترددك، أو عدم رضاك!
حين تكون ضدك، تملأك بالحرمان!
- من اخترع الإستيكة، ضد الجهر بالكتابة.
من اخترعها، مخترع خائف: خائف على نفسه- أولا- من كلمة..
وخائف على نفسه منك أنت.. أنت أيها الثرثار.
وخائف من السلطان، أو.. خائف عليه!
- الكلمة التي مسحتها الإستيكة، كانت،
وهي كائنة الآن، في مكان ما..
الكلمة التي مسحتها الإستيكة، مثل المادة: لا تفنى.. ولم تستحدث من عدم!
- قيل له: عن ماذا تبحث؟
قال: عن الكلمة التي مسحتها الإستيكة!
تصوروا.. هو الآن، في الحبس الانفرادي، متورم الوجه، والعينين..
تصوروا التهمة: محاولة إثارة الشارع ضد النظام، بكلمة مسحتها الإستيكة!
!-نسأل الإستيكة: ما هي أحلامك؟
قالت: أن أمسح بكل كلمة الأرض!
قلنا: لكن هذا- أيتها السيدة- لن ينظف الأرض.. سيزيدها أوساخا!
لم تقل شيئا. راحت لا مبالية، تحاول أن تمسح كل ما كتبته في هذه المساحة!
!- هل قرأت شيئا؟!
- بلى قد قرأت!
- هائل.. أو لم أقل لك، إن الإستيكة اختراع قديم، راح في ستين داهية، مع قلم الرصاص؟!
- هذا زمان.. القلم الناشف!
بقلم : هاشم كرار