+ A
A -
لا يخفى على ذي بصيرة أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للدوحة قبيل قمة مجلس التعاون في المنامة، وهذه الحفاوة غير المسبوقة التي استقبل بها، لها دلالاتها الجلية ورسائلها القوية، أبرزها وجود الانسجام التام في الرؤى والنظر إلى مستقبل المنطقة السياسي والاقتصادي والأمنى من منظور مشترك، ثم التنسيق بشأنها على أعلى المستويات.
ومما لا شك فيه أن الزيارة الكريمة في هذا التوقيت بالذات كانت حديث أروقة قمة مجلس التعاون في دورتها السابعة والثلاثين بالمنامة، حيث تحولت أنظار شعوب دول الخليج يحدوهم أمل كبير في أن يخرج القادة بقرارات وتوصيات تعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتحقق لهم تطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم.
وإحقاقا للحق فإن المجلس منذ قيامه قد حقق العديد من الإنجازات التي ما كان لها أن تتحقق في غيابه، إلا أنه لا تزال هناك الكثير من الخطوات التي يجب أن تتخذ، ويفرضها ما يدور على الساحة الإقليمية والدولية من أحداث جسام الآن، فكلما لاح في الأفق المزيد من النوايا نحو المزيد من تعزيز العمل الخليجي المشترك، نجد من الدول الكبرى من يتخذ خطوات إيجابية نحو توطيد العلاقات مع دول المجلس، وها هي السيدة تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا قد سبقت القمة ببيان تؤكد فيه رغبة المملكة المتحدة في تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الخليح.
شعوب الخليج أو بالأحرى شعب الخليج له مطالب كثيرة من القادة، لكن في الحقيقة هناك أولويات يجب التعامل معها دون تأخير، فالإرهاب الذي يشهده العالم والحروب والاحتقانات التي تعاني منها المنطقة العربية، على سبيل المثال في اليمن وسوريا وليبيا، تفرض على القادة اتخاذ التدابير الأمنية بشأنها، فلم تعد تكفي الوصايا بضرورة ضبط النفس وحسن النوايا، وإنما الأمور تفرض إجراءات عملية لتقي المنطقة شرور الإرهاب والتطرف والترصد.
لذلك فنحن كشعب الخليج نبارك ما خرج به القادة من قرارات تصب في صالح المنطقة، ومادام مجلس التعاون قائما والجميع مؤمن بوجوده فسوف تتحقق كل أمنياتنا، فترسيخ قواعد كيان هذا المجلس وتقوية دعائمه تمثل أولوية، ليحقق بذلك قوة متكاتفة لها مكانتها وتأثيرها العالمي، بما يمهد لمستقبل مشرق ومشرف نحو طموحات وأمنيات شعوبه ومواطنيه، وذلك من خـلال تعميق مسيرته الخيرة، وغرس مفهوم المواطنة الخليجية والعمل الجاد في سبيل تنسيق وتطوير مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والإعلامية والبيئية والقانونية والتشريعية والرياضية وغيرها، من المجالات التي حددتها الأمانة العامة في تقرير لها بمناسة القمة السابعة والثلاثين.
دام خليجنا واحدا ومصيرنا واحدا وهدفنا واحدا..
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
08/12/2016
1993