+ A
A -
غرس عينيه طويلا في أعين الصحفيين.
كانت ملامح شهداء الضمير، وهو ينظر، تضج- فيما تخيل، بملامح ضحاياه، في البوسنة.
قطب جبينه.
هكذا هم الجزارون، مهما حاولوا الفرار، من ملامح ضحاياهم، تطارده هذه الملامح، وهو ينظر في ملامح غيرهم.
رادكو ميلادتش. الاتهامات فظيعة: جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وارتكاب الإبادة الجماعية، بصورة ممنهجة.
احدى عشرة تهمة فظيعة.. والادعاء في محكمة الجزاء الدولية، يعصره عصرا، والدفاع يبدو مشتتا، وهشا.. وقابلا للخسران المبين.
لماذا يدافع بعض القضاء الواقف عن الجزارين؟
تلك خيبة.
لماذا الوقوف ضد الضحايا.. والضحايا تملأ صرخاتهم اركان البرية.
ميلاديتش، ظلت تطارده صرخاتهم ستة عشر عاما، وهو من مخبأ إلى مخبأ.. لكن أنى للقاتل بالجملة أن يفر ويختفي؟
هو الآن في القفص.. وعما قريب ستقول المحكمة كلمتها. سيفرح البوسنيون الأحياء، لكن تلك الفرحة لن تعيد قتيلا واحدا من آلاف القتلى، إلى الحياة مرة أخرى!
ميلادينش...
أنت، أنت لوثت الحياة.
زفيرك يوسع من ثقب الأوزون في كل القلوب الرحيمة.
اعرف ذلك..
ويمكنك الآن، أن تنظر من جديد إلى الصحفيين، وتقطب أكثر جبينك!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
06/12/2016
1028