+ A
A -
لعله من حسن الطالع أن تشهد الساحة القطرية الآن فعاليات معرض الدوحة الدولي السابع والعشرين للكتاب، مع تواصل فعاليات الحملة الوطنية للقراءة، ثم مشاركة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر الحالي، حيث تقرر الاحتفال بها في هذا التاريخ من كل عام لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 عام 1954، باعتماد إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
أي أننا نعيش حالة ثقافية بامتياز، النجمان الساطعان فيها هما الكتاب والقراءة، فشعار المعرض هذا العام «اقرأ» وهو اختيار موفق، فأول ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، والقراءة لن تكون إلا من الكتاب، والكتاب أشار سعادة وزير الثقافة والرياضة إلى أهميته كونه صاحب مكانة جوهرية في قول سعادته بمناسبة افتتاح المعرض: إن هذه الدورة تندرج ضمن رؤية الوزارة «نحو مجتمع واع بوجدان أصيل وجسم سليم» حيث تمنح الكتاب مكانته الجوهرية باعتباره مصدرا للمعلومات وقادحا للأفكار ومهادا للوعي وحاميا للوجدان وخلفية صلبة للسلوك.
والمعرض في دورته الحالية يقام في ظل وزارة الثقافة والرياضة، حيث كانت الدورة الماضية في ظل وزارة الثقافة والفنون والتراث، ومما لا شك فيه أن به نوعا من التجديد في هذه الدورة، فعلى سبيل المثال يقام هذا العام على فترة واحدة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء دون توقف، عدا يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة الحادية عشرة مساء، تتميز الدورة أيضا باتساع المشاركة حيث ارتفع عدد الدول المشاركة إلى33 دولة مقارنة بنحو 28 دولة العام الماضي، وزيادة مساحة المعرض إلى 23500 متر مربع مقارنة مع20 ألف متر مربع العام الماضي، لتوفير مساحات كافية لكل المشاركين وعددهم 490 دار نشر منها 90 دارا تختص بكتب الأطفال، يعرضون كتبهم في 895 جناحا، ويتضمن المعرض أكثر من 104 آلاف عنوانمنها 15219 عنوانا جديدا صدرت العام الحالي.عدد دور النشر المشاركة تبلغ 490 دارًا للنشر، منها90 دارًا تختص بكتب الأطفال،
إذن والحالة هذه فلتكن القراءة جزءا رئيسا في حياة كل قطري، فلا سبيل للإبداع أو الابتكار أو الوصول إلى الاختراعات صغيرة كانت أو كبيرة إلا من خلال القراءة، فالأمم المتقدمة والقائدة للعالم الآن هي التي اهتمت بالقراءة والعلم بصفة عامة وجعلتهما أسلوب حياة، فاستطاعت أن تحجز لنفسها مكانا في الصدارة، لأنها أي القراءة أهم وسائل التعليم في حياة أي إنسان، والتي يستطيع من خلالها أن يكتسب مزيدا من الأفكار والرؤى والمعارف والعلوم التي تفيده في سائر مجالات الحياة، ومن خلالها يتمكن من تطوير ذاته والوصول بمجتمعه إلى آفاق جديدة لا يستطيع الوصول إليها بدون القراءة، ولا أجد ما أختم به أفضل من قول المتنبي عن الكتاب:
أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
04/12/2016
2312