+ A
A -
بما أننا في عصر السرعة وتقديم المعلومة دونما تأخير، سأدخل في الموضوع مباشرة، لأشيد بإدارة سوق واقف وإدارة المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، والمؤسسة القطرية للإعلام على جهودهم الواضحة في تنشيط السياحة في قطر، وقدرتهم على جذب أعداد كبيرة من السائحين من الدول المجاورة، ومن الدول البعيدة أيضا، من خلال الفعاليات التي يتم تنظيمها، فضلا عن دورهم في الترويج للسياحة الداخلية.
وبقدر الإشادة بجهودهم نعاتب الهيئة العامة للسياحة، لأن ما تقوم به أقل بكثير مما يجب أن تفعله، لدرجة أن البعض أخذ يتساءل أين دور هذه الهيئة؟ ألم يعد للهيئة من وجود سوى المبنى فقط؟، ولن أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن كثيرا من الشباب القطري الواعي يقوم بدور يفوق دور الهيئة في الترويج للسياحة عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي كسناب شات، تويتر، انستغرام وغيرها.
قطر أصبحت تمتلك مقومات سياحية جديرة بالترويج لها، فضلا عن اختيارها لتنظيم واستضافة مونديال 2022، فهذا الحدث وحده كفيل بأن تكون الهيئة قد بدأت النشر والدعاية في الخارج منذ أن تم الإعلان عن هذه الاستضافة، فلدينا مواقع وشواطئ جميلة، ومولات تجارية على أحدث طراز معماري ونظام تجاري، واحدث مطار في العالم، وفنادق تتفوق على نظيراتها في بقية الدول، ومطاعم تقدم أشهر وأشهى الأطباق العالمية، لكن للأسف لا توجد رقابة عليها، ولا إرشادات سياحية من قبل الهيئة تكبح جماح هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، فلا يعقل أن يصل ثمن فنجان القهوة في أحد الفنادق أو المطاعم إلى خمسة وثلاثين ريالا أو أكثر، ناهيك عن أسعار وجبات الطعام، فهي بعيدة جدا عن كونها أسعارا تشجيعية.
كتبت عن ضرورة الاهتمام بالسياحة من قبل وسأكتب فيما بعد، لأن فوائدها كثيرة تعود بالنفع على الاقتصاد والتجارة والثقافة والهوية وغيرها.
هناك العديد من الاقتراحات التي يمكن تقديمها في هذا الصدد، إذ أصبح من الضروري إنشاء قناة فضائية تليفزيونية تبث للعالم بالعربية واللغات الحية، توضح معالم قطر وتدعو لزيارتها، ويجب أن يختار لها كوادر كفء لتقديم البرامج الإعلامية السياحية، فمن المعروف أن السياحة تحتاج دائما إلى الإعلام الواضح الصادق كي يصل بالمنتج السياحي إلى الفئات المستهدفة سواء في الداخل أو في الجوار أو في الخارج، كما أرى أن الوقت قد حان لإنشاء أكاديمية أو معهد لتعليم الفنون والمهارات السياحية تشمل تخصصات الإرشادات السياحي، وأقترح كذلك مزيدا من تشجيع المواطنين بخاصة الشباب منهم علي دعوة السائحين عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لزيارة البلاد، وتقديم حوافز لمن يستطيع أن يحضر عشرة سائحين مثلا.
لا ننسي تشجيع السياحة الداخلية كذلك، ولهذا ينبغي على الهيئة العامة للسياحة أن تقوم بتقديم الدعم للهيئات والشركات المحلية العاملة في هذا المجال، فهي أدرى بما يوجد من مقومات تجذب السائح الداخلي والسائح الخارجي أيضا، وأخيرا تدريس مادة النشاط السياحي لطلبة المدارس في المراحل الدراسية المختلفة، وأهلا بجميع السائحين في دوحة الجميع.
copy short url   نسخ
01/12/2016
2166