+ A
A -
يقول صديقي نجيب نورالدين، الذي كان يزاملني في صحيفة الأيام، إنه – فيما كان على وشك أن يدخل الأيام، صادف زميلتنا اشراقة ابراهيم تخرج مسرعة( كانت صحفية في بداية الطريق وقتذاك)..
جارية وين يا إشراقة، مجنّحة كتفينك كدا؟
والله إنت ودحلال،، يلاك معايا؟
على ويين؟
عندي لقاء مع منصور خالد!
لقاء من د.منصور، شخصيا (منصور خالد كان قد تقلد عدة مناصب وزارية في عهد مايو وهو سياسي ضليع ومفكر وكاتب مميز)؟
ابتسم نجيب في سره، وهو يتخيّل د. منصور يجلس لتحاوره اشراقة!
طيب حضرتي أسئلة؟
لا لا ماعندي أي أسئلة.. ماهو دكتور منصور بدينا ليهو كلو!
ابتسم نجيب مرة أخرى، وهو يرى أن ابتسامته الأولى لم تكن خبط عشواء، ولم تقع بالتالي (واطة)..
و... إنقاذا لسمعة الأيام- الصحيفة- قرر أن يذهب مع إشراقة، ليحاور د. منصور!
تم الحوار، في المقرن، في بيت أحد أصدقاء، د. منصور.. وكانت مهمة إشراقة- فقط- التسجيل!
وتم النشر..
وانفتحت شهية د. منصور للمزيد. اتصل بعد أيام بالزميل نجيب. تم اللقاء، فاقترح د. منصور على نجيب، أن تنشر له الأيام، سلسلة مقالات بعنوان (لا خير فينا إذا لم نقلها).
حتى ذلك الوقت، لم تكن هنالك ثمة معرفة شخصية بين د. منصور والأستاذ حسن ساتي- نائب رئيس التحرير في ذلك الوقت.
من محاسن الصدف، أن الرجل المايوي القح الذي لا يزال يتمسك بمايويته بشجاعة حتى يوم الناس هذا، الأستاذ ابراهيم عبد القيوم- رئيس التحرير في ذلك الوقت- كان في ألمانيا بدعوة من الحكومة الألمانية، ضمن صحفيين عرب وأفارقة.
بشجاعته، ومهنيته، قرر حسن ساتي- نائب رئيس التحرير وقتذاك- أن ينشر، المقالات، متحمّلا مسؤوليته، في النشر، بكل ما كنا نعرفه فيه، من تحريك للبرك الساكنة، وبكل ما نعرفه فيه من استهزاء، بردات الفعل، والمخاطر!
كان طلب د. منصور- وهو الدقيق جدا- أن تمرر إليه كل حلقة، قبل النشر. كان – ولا يزال- مصابا بفوبيا الأخطاء الصحفية.. وما أجملها من فوبيا.. وما أفدحها- أحيانا- من أخطاء!
كنتُ، أساعد نجيب في المراجعة، بعد أن يقوم قسم التصحيح بمهمته.. وكان د. منصور، هو المراجع الأخير!
(لا خير فينا) كانت هزة.
كانت زلزالا، ضرب (مايو) في أعز ما تملك: تنظيمها السياسي، وسياساتها، وطريقة حكمها.
تلقت (مايو) الزلزال، بغيظ كظيم، وحين انتهت الحلقات، تدخل المستشار الصحفي محمد محجوب سليمان، يرد على د. منصور، في حلقة واحدة.. وجاءت التعليمات لدكتور اسماعيل الحاج موسى- وزير الإعلام- ليرد.. لكن.. من ذا الذي يستطيع أن يساجل. المنصور خالد، ويكسب نقاطا، ومن القراء، من له القدرة أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتبيّن ما إذا كان- بالتالي- الفجر صادقا، أم هو الفجر الكذوب!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
28/11/2016
1271