+ A
A -
لا ينشغل الأميركيون حاليا بمصير الرئيس أوباما، فميراث الرجل لا يغريهم بالأسف على أفول فترتيه الرئاسيتين، إلى حد أن مذيع «فوكس» تجرأ على القول له: «عد إلى كينيا»، ولكنهم ينشغلون بمصير أميركا والعالم بعد أن أصبح ترامب رئيسا، فالرجل، فيما يقول خبراء السياسة، مقدم على «عزلة بناءة» لأميركا، تتيح لها حصنا سياسيا واقتصاديا تستعيد بعده مجدها الاقتصادي، ولتسترد موقعها: «القوة الأكبر والأعظم في العالم».
اصطلاح «العزلة البناءة» في حد ذاته، يذكرنا بكتاب الراحل مانديلا: «أحاديث مع الذات» والذي كان ثمرة هذه العزلة البناءة، فلكي ينجز شخص أو دولة عملا كبيرا يكون في حاجة إلى شيء من العزلة. وبالمناسبة فإن الرئيس أوباما هو من كتب مقدمة هذا الكتاب، ويشبه ذلك محاولة أوباما تنوير ترامب بالتحديات إلتي سيواجهها في رئاسته لأميركا، ودعوته العالم إلى إعطاء ترامب فرصة، وكأن أوباما يكتب أيضا مقدمة لفترة حكم ترامب كما كتب مقدمة كتاب مانديلا.
«العزلة البناءة» ستقتضي من ترامب تهدئة اللعب مع الكبار، وبالخصوص الروس، فلا وقت، ولا استعداد، لتحمل كلفة الصراع معهم، فسوف يتوافق ترامب مع بعض خصوم أميركا، ولكنه أيضا سيغير من حلفاء أميركا في كل إقليم سياسي، ليدير الصراعات من خلال تعاون استراتيچي معهم، وسيشجع على فوز اليمين الأوروبي والغربي بسدد السلطة، لينشأ من ذلك تحالف غربي يميني قوي تتغير إثره خرائط القوى السياسية في العالم، وكل ذلك ليتسنى له الشروع في خطة الإنعاش الاقتصادي، والتي ستركز على وقف نزيف انتقال الصناعة ورأس المال إلى خارج الولايات المتحدة.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
28/11/2016
1136