+ A
A -
# بوش الأب في الخرطوم.
كان ذلك في العام 1984..عام الرمادة في غرب السودان، والقرن الإفريقي.
من بين الوفد المرافق لبوش، صحفي بارز ومحترم جدا، اسمه «كولن ليجم».. كبير المحررين في اوبزيرفر البريطانية، ومراسل صحيفة (نيويورك تايمز) من لندن، تحت عنوان (لندن ليتر).. وهو أيضا كاتب عمود أسبوعي، في الصحيفة الأميركية..
في أعقاب الزيارة مباشرة، كتب «ليجم» عنها، بوضوح تام، مبينا أن بوش اجتمع بنميري، وعمر محمد الطيب، رئيس جهاز الأمن.. والتقى سياسيين، أبرزهم الصادق المهدي.. كما التقى نقيب أساتذة جامعة الخرطوم.. ونقيب الأطباء... وآخرين.
# فلاش باك.
بعد (سبتمبر 83) شهد السودان عنفا غير مسبوق ضد المعارضين.. وأحكاما جائرة، من محاكم طوارئ، بالصلب والقطع والقطع من خلاف، باسم الشريعة.. وشهد تشنجا واضحا من الرئيس نميري، تلازمه استفزازات، ترقى إلى مستوى الإهانة...
قبل سبتمبر، كانت قد نشطت حركة الإحتجاجات بين العمال.. وبين الأطباء.. وصلت ذروتها بإعلان القضاة الإضراب العام.. وهو الإضراب الذي (شتم) فيه النميري القضاة خلال افتتاحه محكمة الاستئناف في الفاشر (كنتُ أنا مغطيا للزيارة مندوبا عن صحيفة الايام).
في حفل الافتتاح، والذي كان يحضره نائب رئيس القضاء مولانا دفع الله الرضي، لم يتورع النميري- وهو يشتم- أن يقول إن القضاة يمكن أن يبيعوا أي قضية بزجاجة ويسكي.. وأنهم مرتشون.. وانهم يراكمون القضايا.
قبل ذلك بحوالي سنتين، حدثت مفاصلات داخل النظام نفسه، أبرزها مفاصلة د. منصور خالد، والتي جاءت في سلسلة مقالات لصحيفة الأيام حملت عنوان لا خير فينا إذا لم نقلها)!
كان دكتور منصور – قد استقال أو أقيل- من الوزارة، غير أنه ظل محتفظا بمركزه في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، برغم نزوحه إلى الخارج والعمل في الأمم المتحدة.
منصور جاء إلى السودان لاجتماع اللجنة المركزية، نهاية العام 1980.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
27/11/2016
1509