+ A
A -
وضع معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية، اصبعه على جرح العالم، وهو يخاطب بالأمس مؤتمر السياسات العالمية الذي انتظم هنا- في الشيراتون- بمشاركة نخبة اقليمية وعالمية مميزة معنية برسم السياسات.
الجرح، غائر. وهو في جملة واحدة: اختلال النظام العالمي.
لا إصلاح لهذا العالم، في ظل هذا الاختلال، الذي كان قد بدأ بتسيّد دولة واحدة، على العالم، في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي.
ذلك السقوط المدوي، كان وراء سقوط (الثنائية) التي كانت تحفظ لهذا العالم توازنه..
هذا الوجود كله، يقوم على الثنائية: الخير والشر.. الليل والنهار.. الأنثى والذكر.. البارد والحار.. الأبيض والأسود، وغير ذلك من الثنائيات.. وما أكثرها.
هذا الاختلال، وراء كافة الأزمات السياسية والاجتماعية التي انزلق فيها هذا العالم. هو راء الإرهاب، والفظائع والانتهاكات الفظيعة، والحروب، والكراهية، وغياب التنمية، وتغييب العدل والاعتدال... وهو وراء خيبة المنظومة الأممية، وفشلها الذريع في إشاعة الأمن والاستقرار في العالم.
خيبة «الأمم» كانت ولا تزال شغل قطر الشاغل. لكم ارتفع صوتها، حتى داخل الجمعية العامة- أكثر من مرة- مناديا بضرورة إصلاح الأمم: ميثاقا وهياكل تنظيمية وسلطة تنفيذية.. ولو كان العالم أرخى أذنيه لصوت قطر، لما كان كل هذا الاختلال في النظام العالمي.. ولكان غياب القطب الآخر، أقل تأثيرا إلى حين ان ينبت قطب ثان، يحفظ التوازن.
إصلاح هذا الاختلال المدمر، ضرورة.. ولا إصلاح يمكن أن يترجى إلا بشراكة أممية، خاصة على صعيد رسم السياسات المنقذة للحياة.
أظنني وصلت إلى القول بأهمية هذا المؤتمر.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
21/11/2016
949