+ A
A -
يتكرر في أميركا البحث والتنقيب في أصول رؤسائها ومشاهيرها، فلا يهم الأميركي أن رئيسه أميركي، وولد في أميركا، وعاش وتربى في بلاده، فالأهم، ما هي أصوله والمهجر الذي وفد منه، وهل أبواه من جذور واحدة، أم أنهما من جذرين مختلفين؟
وقد حدث ذلك حينما فاز الرئيس أوباما برئاسة بلاد العم سام، فبدأت صحافة أميركية مهمة التنقيب عن جذور وأصول أول رئيس أسود يحكم أميركا، فتارة قيل إن عائلته من إثيوبيا، وقيل أيضا إن أوباما سوداني الأصل، كما قيل إنه من كينيا، والنسب الأخير هو الصحيح، بدليل أنه زار كينيا والتقى عائلته فيها.
والحال الأميركي ذاته في هذا الصدد تكرر عقب حدوث زلزال فوز ترامب بالبيت الأبيض، فبدأت صحافة أميركية مهمتها في البحث عن أصول هذا «الترامب» الذي قفز ببراشوت على قصر الرئاسة، فقيل ببداية الأمر أن الرجل من ذوي أصول ألمانية، ربما للتدليل على شدة ذكائه ودهائه، ثم خرجت علينا صحيفة بريطانية «التايمز» لتقول إن ترامب «روسي الأصل»، وإنه من سلالة حاكم روسي هو روريك مؤسس روسيا، وأن والدة ترامب الأسكتلندية لها صلة قرابة بروريك، مؤسس روسيا في القرن التاسع، وربما يعزى ذلك إلى هواه الروسي.
ولكن المفاجأة المدوية ما زعمته محطة تليفزيونية باكستانية من أن ترامب ولد في باكستان، قبل أن يتبناه أبوان أميركيان، وينتقلوا جميعًا للإقامة في أميركا، وإن اسم ترامب الحقيقي هو داود إبراهيم خان، وولد في إقليم وزيرستان عام 1946، وعرضت صورًا لطفل باكستاني أشقر زاعمة أنه ترامب في طفولته، وكل هذه التباينات تعزى إلى أن أميركا أمة حديثة متعددة الأعراق، ولايزال أمامها قرون متعددة حتى يقال إن هذا الرئيس أو ذاك «أميركي» فقط.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
21/11/2016
956