+ A
A -
اعطني المحبة، والإرادة والخيال، أعطك وطنا.
كل الأوطان الجميلة، ما كان لها ان تصير جميلة إلا بهذا الثالوث العجيب: ثالوث الاستثنائيين، الذين أفرزتهم الضرورة، في لحظات استثنائية، ليصنعوا الأوطان، من لا شيء!
صناعة الأوطان، فن.. والفن يحتاج اول ما يحتاج إلى الخيال.. والخيال هو البراق إلى المستقبل.
الدول التي، يجانب الخيال زعماءها، هي الدول التي لا حظ لها مع اليوم التالي: لا حظ لها ان تكون نغمة في نشيد هذا العالم.
أكتب، وفي بالي استثنائيون على مر التاريخ، صنعوا اوطانهم، بنعم المحبة والإرادة والشهامة والخيال، في وقت قياسي.. وجعلوا من أوطانهم عجائب من عجائب هذا الزمان.
المجد للاستثائيين، صناع الأوطان.
ليت، كل الذين يتسنمون السلطة الآن في اوطانهم، أن يستأنسوا بتجارب أولئك الاستثنائيين.. ويتأسوا: تجارب الماضي البعيد، والقريب.. وتجارب الحاضر.
مشكلة الذين ضيعوا اوطانهم، أنهم لا يقرأون في كتاب التاريخ..
ولا يستأنسون،
ولا يتأسون.
مشكلتهم الأخرى ان جلسوا على الكراسي، بلا فهم لماهية السلطة، ولا رؤية. دون إرادة حقيقية للتغيير، ودون خيال يخترق تخوم الغيب. دون محبة، ودون جسارة.
أوطان كثيرة، ضربها الفشل.. وأوطان سيضربها، فطوبى لمن يقرأ.. يأنس، ويستأنس.. يتأسى ويشمر عن سواعد الإرادة والخيال، معا.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
20/11/2016
2016