+ A
A -
في ظل العولمة وعصر تكنولوجيا الاتصال والتواصل، فإن الحفاظ على الهوية والقيم المجتمعية، يكمن في الحفاظ على التراث وإحياء الموروثات الشعبية، ولذلك جاء مهرجان المحامل التقليدية ليسجل لدولتنا قطر السبق في مضمار إحياء التراث البحري، وكانت النسخة السادسة من المهرجان التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي واختتمت أمس السبت بمشاركة الدول الخليجية، قد جذبت كبقية النسخ السابقة عددا هائلا من عشاق التراث، مما يؤكد حب الخليجيين لتاريخهم والاعتزاز بماضيهم.
وإذا كانت الإشادة بكتارا واجبة لتنظيمها هذا المهرجان، فإن الإشادة واجبة بنفس القدر لهؤلاء المواطنين من دولتنا الحبيبة وأشقائهم المشاركين من الدول الخليجية ملاك هذه السفن التقليدية التي شاركت في المهرجان لاحتفاظهم بها وصيانتها ورعايتها، واهتمامهم بالمشاركة في مثل هذه المناسبات ليكونوا قدوة حسنة للأجيال المتعاقبة في الاعتزاز بالهوية والتراث والماضي المجيد الذي يحق لنا الفخر به، وبأجدادنا الذين صنعوه وسطروا أروع الملاحم على صفحة الماء وبين الأمواج.
مما يلفت الأنظار في هذا المهرجان ذلكم الإقبال الكبير من قبل المواطنين، والإقبال بهذا الشكل والحجم له دلالات عدة، أهمها وأبرزها أن أساليب الحياة الحديثة ومظاهر المعاصرة ومعطيات التكنولوجيا لم تشغل مجتمعنا بكباره وشبابه وأطفاله عن الأصالة وعن اعتزازه بتاريخه والتمسك بتراثه والفخر بماضيه.
لقد استقبل شاطئ كتارا حيث يقام المهرجات الرحلات المدرسية الواحدة بعد الأخرى، والأفواج الجماهيرية التي لم تنقطع، لمتابعة المسابقات ذات الإثارة والتشويق التي تضمنها المهرجان، مثل مسابقة الغزل التي تعتمد على صيد السمك بالشبك التقليدي، وشارك فيها خمسة عشر فريقا من قطر وعمان والبحرين، وضم كل فريق شخصين يحق لهما المشاركة لمرة واحدة فقط، ويحسب بعد ذلك وزن السمك الذي تم اصطياده لتعلن النتيجة في اليوم النهائي حسب لائحة المهرجان، ومسابقة الحداق وهي مسابقة صيد فردية تعتمد على أن يصطاد المتسابق السمك بمفرده، ويفوز فيها المشارك الذي يصطاد أكبر كمية من حيث الوزن، ولمتعة هذه المسابقة شارك بها ستة وأربعون متسابقا من قطر ودول الخليج، فضلا عن مسابقات التجديف والنهمة والسقاب أي تركيب آلة الشراع، فجميل جدا أن يتعرف شبابنا وأطفالنا الذين لم يعايشوا عصر الغوص على هذه المصطلحات التراثية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر وجبت علي الإشادة بالفرق التي شاركت في هذه المسابقات وأمتعت جمهور المهرجان ولم تخيب ظنه، وفي تقديري أن كل من شارك في هذه المسابقات قد فاز، إن لم يكن بالجائزة المرصودة للمسابقة، فبأهم منها وهي حب الجمهور له ومتابعته لمهاراته.
شكرا لدولتنا قطر وشكرا لكتارا الجهة المنظمة وتصفيق النجاح للسادة ملاك السفن وجمهور المهرجان المثقف الواعي، وحتى نلتقي مع النسخة السابعة في العام القادم إن شاء الله تعالى أهدي لقرائي كل التحية والتقدير.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
20/11/2016
2614