+ A
A -
علماء الأعصاب في جامعة يـوليم في ألمانيا اكتشفوا أن الجري (أو المشي اليومي) يمكنه تحسين مستوى الذاكرة والمزاج والملكات الذهنية ككل.. فالجري لا ينشط فقط الدورة الدموية، بل ويساهم في تغذية خلايا الدماغ بصورة أفضل فـيحسن مستوى الذاكرة ويؤخر خرف الشيخوخة.. ويمكن تحقيق هذه الفوائد من خلال ممارسة رياضة العدو لمدة 20 دقيقة أو المشي بشكل يومي منتظم لمدة 45 دقيقة في اليوم...
ويبدو هذا الاكتشاف بديهياً لمعظمنا كونه يستدعي في أذهاننا أشخاصاً (رغم كبرهم في السن) لا يزالون يحتفظون بلياقة بدنية مصحوبة بتألق ذهني قد لا تجده عند الشباب - في حين ثبت في المقابل معاناة الكسولين من البلادة والخمول وثقالة الدم عـبر عنها العرب بمثل مشهور يقول «البطنة تذهب الفطنة»… وكان العلماء في أميركا قد اكتشفوا (منذ سبعينات القرن الماضي) أن المستوى الـذهني للاعبي السلة يرتفع بحدة اثناء المباريات الحامية. وفي فرنسا لوحظ ان حالات الخرف لدى كبار السن تخف في حال مشيهم بشكل يومي.. وفي دراسة ألمانية ثبت ان حركة الرجلين على الدراجة ترفع مستوى الانتباه وتحسن الذاكرة بشكل مؤقت..
واليوم أصبح مؤكداً أن هناك مواد طبيعية مهدئة تفرز في الدماغ اثناء الحركة تجعل الإنسان في مزاجية وذهنية ممتازة ــ ناهيك عن أن الحركة ذاتها تنشط الدورة الدموية ككل فتعود بالنفع على كافة الأعضاء..
ومن المواد المهدئة والمحسنة للمزاج (التي تفرز في دماغك أثناء ممارستك لرياضة العد أو المشي) هرمون الإندورفين الشبيهة بالمورفين ويساعد على تخفيف الآلام ويعطي شعوراً بالراحة والسعادة. ويعتقد العلماء أن الإندورفين يتحكم في قدرة الدماغ على الاستقبال والاستجابة للألم والإجهاد ــ وهو ما يعني قدرة أصحاب اللياقة المرتفعة على تحمل قدر أكبر من الجهد والتعب..
غير أن الإندورفين لا يفرز إلا في حالات الجهد البدني التي تدوم لأكثر من عشرين دقيقة فيفرز كرد فعل مضاد للألم والشعور بالخوف والقلق.. ويعتقد علماء الأعصاب حالياً أنه المسؤول عن حالة الشعور بالسعادة والغبطة التي يشعر بها العداؤون المنتظمون على رياضة الجري أو المشي الطويل ــ ويدمنون عليها لوقت طويل...
... وبوجه عام؛ اتضح ان الحركة اثناء القراءة تساعد في تثبيت الحفظ واستدعاء المعلومة. والعديد من الطلاب اكتشفوا هذه الحقيقة فغدت مذاكرتهم على الأرصفة تتحرك كبندول الساعة. وهذه الطريقة اعتمدها فلاسفة الإغريق لرفع مستوى التفكير وتنظيم الذاكرة. فأرسطو مثلاً كان لا يفكر إلا متسكعاً على غير هـدى. وسكان أثينا كانوا يطلقون على افلاطون وطلبته اسم المتجولين لأنهم كانوا يناقشون القضايا الصعبة أثناء سيرهم لساعات..
إذاً؛ خـذ نصيحة واستغل انتهاء أشهر الصيف لتجربة هذه الفرضية خلال الأشهر القادمة.. وكلي ثقة أن رياضة المشي ستتحول بعدها لإدمان حميد بفضل مادة الأندورفين التي تفرز في دماغك دون استشارتك.

بقلم : فهد عامر الأحمدي
copy short url   نسخ
19/11/2016
4790