+ A
A -
إن شئت قلت عنها عاصمة المؤتمرات والاجتماعات، وإن شئت أطلقت عليها عاصمة الرياضة، وإن شئت قلت أيضا هي عاصمة التكريم.. إنها الدوحة التي احتضنت هذا الأسبوع أعمال الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الحادي والعشرين، أو ما يسمى بكونغرس الأنوك، بفندق شيراتون الدوحة، بحضور 1200 من الوفود الرياضية من الحركة الأولمبية حول العالم، وبمشاركة 206 لجان أولمبية ووطنية، والذي تم خلاله تكريم عدد من الشخصيات العربية والدولية لدورهم البارز في تعزيز الرياضة.
دلالات هذا الاجتماع بالنسبة لدولة قطر هامة إلى حد كبير، على اعتبار أنه عندما تقرر أن يعقد في الشرق الأوسط لأول مرة وقع الاختيار على عاصمتنا الدوحة، فهذا يؤكد أن المجتمع الدولي وخاصة الرياضي يدرك مدى الخبرة الكبيرة التي تتميز بها دولة قطر في حسن تنظيم مثل هذه اللقاءات الدولية، وحرصها على نشر وتعزيز الحركة الأولمبية في جميع أنحاء العالم، وعبر مختلف الشعوب والثقافات، انطلاقاً من إيمان الدولة الراسخ بالدور الهام للرياضة في تغيير حياة الأفراد نحو الأفضل، وليس أدل على ذلك من تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بحضور حفل الاستقبال الذي أقيم في الشقب، وحضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية جانبا من جلسات الاجتماع.
هذا فضلا عن المردود السياحي الهائل، إذ شارك في الاجتماع عدد كبير من الشخصيات المعروفة وذات الشهرة العالمية الواسعة، وليس هذا فحسب بل إن أنظار العالم أجمع اتجهت كلها نحو الدوحة الساعة الثانية عشر ظهر الثلاثاء الماضي، لمتابعة عرض المدن الثلاث المرشحة لاستضافة أولمبياد 2024،لكون كونغرس «أنوك» الدوحة 2016 يحظى بأهمية كبيرة لأنه التجمع الأخير لممثلي 206 دول بالاتحاد بالدوحة قبل التصويت على المدينة التي سوف تستضيف تلك الأولمبياد والمعروف أنه يتنافس على استضافتها ثلاث مدن هي لوس انجلوس الأميركية، والعاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة المجرية بودابست، حيث استعرضت كل مدينة الملف الذي أعدته.
أرى أيضا أنه من الضرورة الإشارة إلى الشهادة الدولية بتفوق قطر رياضيا تلك التي أدلى بها الألماني الدكتور توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، بعد زيارته لعدد من المنشآت الرياضية خصوصا وقطر في طور الاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث أشاد بطموحات قطر في ألعاب ريو دي جانيرو الأخيرة وقال إن قطر حققت رقمين قياسيين الأول بمشاركتها بأكبر وفد في تاريخها بالألعاب، وأيضا حققت أول ميدالية فضية في تاريخها، مشيرا إلى أن جهود قطر لا تقتصر على تنظيم أحداث أولمبية كبرى أو القيام بدورا رئيسيا فيها فقط، لكنها باتت مقياسا يمكننا أن نستخدمه لقياس مدى دور الرياضة في عالمنا.
وقبل أن أختم حديثي يتوجب على أن أشكر اللجنة الأولمبية القطرية ورئيسها سعادة الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني على هذا الإنجاز المشرف الذي يحق لنا نفخر به، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
17/11/2016
1843