+ A
A -
في السودان الآن، موضة «البناطلين» المفصلة من الجوالات.
إنها الموضة في زمن انهيار الجنيه، ورفع الدعم.. «زمن الفقر، والتقشف، ونيران الاسواق».
السودانيون بارعون في تسمية الأشياء، وربط هذه التسمية بالأحداث.
بنطال الخيش، أطلقوا عليه «البشير رفع الدعم»، في إشارة إلى قرارات رفع الدعم عن المحروقات، والتي ألقت بمضاعفاتها وتعقيداتها، على جيوب الناس.
هم السودانيون، تتفتق أذهانهم دائما على التسميات التي سرعان ما تنتشر، وتغطي كافة الأسواق. حين تعرض دكتور الترابي- رحمه الله- للضرب من أحد السودانيين في كندا، قبل عدة سنوات، أطلق المُسمى الشعبي على أحد الأثواب النسائية التي دخلت السوق متزامنة مع الحدث، اسم» دقة كندا»، والدقة تعني في اللسان السوداني الدارجي «العلقة»!
الامثلة كثيرة، وتلك يمكن أن يتضمنها كتاب كامل، يربط التسميات بالأحداث والمشاهير، وما أطرفها من تسميات.
السودانيون- ايضا- بارعون- في تكييف ظروفهم، مع الضغوطات الاقتصادية. هو من ابتدع تسمية «قدر ظروفك».. وقدر ظروفك ارتبطت بالغلاء: يمكنك أن تدخل أحد دكاكين الأحياء، لتملأ فرشاة اسنانك بالمعجون، وتدفع القليل، مثلا.. ويمكن لأي بنت ان تبخ من الدكان بخة عطر، أو تتمكيج وتدفع القليل ايضا، ويمكن لأي ست بيت ان تشتري فنجان زيت، أو بصلة.. بصلتين، وكيس صغير جدا من الشطة، أو الجبنة!
السودانيون قدروا ظروفهم..
ويبقى السؤال: متى تقدر الحكومة «تقدير الظروف»؟!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
16/11/2016
1025