+ A
A -
لماذا يحدث الآن، كل الذي يحدث في هذا العالم، من حروب وفظائع وجرائم كبرى وانهيارات اقتصادية، وفساد وإفساد؟
هذا العالم استحال إلى جسد واحد، بثورة الاتصالات الجبارة، وأي اعتلال في أحد أعضاء هذا الجسد، تشكو منه، بقية الاعضاء.. وتتأثر به بالتالي.
الفساد الذي يضرب دولة، يضرب بقية دول العالم بصورة أو أخرى.. والحروب التي تندلع في منطقة ما، تلقي بمضاعفاتها وتعقيداتها على مناطق كثيرة.. والفظائع التي ترتكب في جهة، تغري بارتكاب فظائع في جهات أخرى، انتقاما وثأرا.. وأي نقص في التعليم والصحة، في دول، يزيد من نسبة الجهل، والمرض، في العالم.
السياسات الخائبة، هي وراء كل ذلك..
ووراء كل ذلك الاستبداد، بمختلف أشكاله.. وما أكثر الحكام المستبدين الذي هم وراء جعل هذا العالم، أقل أمنا، وأكثر طيشا.
لا مخرج لهذا العالم، من كل الذي فيه إلا بمنظومة سياسات رشيدة، لا يخرج عنها من تسول له نفسه بالخروج، إلا لو دخل الجمل من سم الخياط!
هذه المنظومة، ينبغي - من هنا- حراستها بآلية ذات إرادة، وعصا.. وذات جزرة.
هل يمكن لهذه المنظومة، ان ترى النور؟
يوما ما، فكر هذا العالم، في لغة عالمية واحدة (الإسبرانتو).. وفكر في حكومة عالمية واحدة، كان يمكن ان تقوم، لولا ان المنظومة الأممية، بسياساتها الخائبة، وهياكلها المتصدعة، وسلطتها التنفيذية المنقسمة بالفيتو اللعين، أصبح مكانها متحف التاريخ.
مستقبل هذا العالم، يهم المفكرين..
ولا خروج من كل الذي يحدث إلا بالتفكير المجرد، وتنزيل الأفكار إلى الارض.. وحراسة هذه الأفكار التي استحالت إلى واقع.
أين المفكرون، في خضم كل هذه الغوغاء.. في خضم كل هذا البلادة الذهنية.. كل هذا الجنون؟

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
15/11/2016
925