+ A
A -
حسم دونالد ترامب سباق الرئاسة الأميركية بتخطيه مائتين وسبعين نقطةً في المجمع الانتخابي يوم أول أمس،ليصبح بذلك السيد الجديد للبيت الأبيض والرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.
وجاء فوزه هذا مفاجأةً لأقرب المقربين في الحزب الجمهوري،ولمعظم المراقبين والسياسيين الذين تابعوا المعركة الانتخابية الأميركية في العالم،كما أنه جاء ليعزز التوجّه نحو اليمين المتطرف في دولٍ أوروبيةٍ،وتعزيزاً للخطوة البريطانية بالانسحاب من عضوية الاتحاد الأوروبي ودعوته إلى ضرورة وجود حدودٍ للبلدان.
ويرجع فوزه لدعوته إلى الاهتمام بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة،وتعزيز اقتصادها،ووعوده بتوفير فرص عملٍ لأبناء الطبقة العاملة الذين عانوا بطالةً وركوداً اقتصادياً،حتى إن ولاية ميتشيغان،إحدى معاقل الديمقراطيين،التي تأثرت بركودٍ اقتصاديٍّ،أعطته أصواتها مما رجّح فوزه.
واعتبر مراقبون هذا الفوز بمثابة صفعةٍ لحزبه الذي تخلى قادةٌ منه عن مناصرته.
وترافق فوزه برئاسة السلطة التنفيذية في بلاده مع فوز الكونغرس بمجلسيه،بأغلبيةٍ جمهوريةٍ،مما يسهّل عليه اتخاذ وتنفيذ قراراته دون أية عراقيل في المجلس في السنوات الأربع القادمة..
ويتعين عليه مواجهة ثلاث أزماتٍ في بداية حكمه:
* الأولى أزمة اقتصادية وتجارية مع الصين.
*الثانية في منطقة الشرق الأوسط مع إيران،بخصوص الاتفاق المعقود معها حول ملفها النووي،وما يقال عن دورها في الأوضاع الحالية في سورية والعراق واليمن.وفي المنطقة،فإننا لا ننسى غزله مع الكيان الصهيوني من خلال وعوده بالموافقة على نقل عاصمة الكيان من تل أبيب إلى القدس،والموافقة على السياسة الاستيطانية الصهيونية في اراضي الضفة الغربية والقدس..
* والثالثة مع روسيا ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب حرب القرم،حتى إن مراقبين أشاروا إلى إمكان حدوث علاقة بين موسكو وواشنطون شبيهةٍ بتلك التي قامت بين البلدين في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيسين:الأميركي ريتشارد نيكسون والسوفياتي ليونيد بريجينيف.
وتبقى تعليقات ترامب حول الهجرة غير الشرعية ومعاداته التي جاهر بها بحق المسلمين والعرب مأخذاً عليه نعتقد أن وصوله للسلطة سيضطره لإعادة النظر فيها،كذلك تهربه الضريبي،ودعاواه القضائية من الأمور التي يمكن أن يعالجها كونه أصبح رئيساً لدولةٍ أعظم..
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
11/11/2016
2088