+ A
A -
ترامب، يملأ الدنيا الآن ويشغل الناس، لكأنما أميركا في عهده، ستصير غير أميركا التي عرفها العالم، منذ الرئيس الأول إلى الرئيس أوباما!
أميركا دولة مؤسسات، وذات مشروع استراتيجي في العالم، وهذا المشروع لن يتبدل بمجيء رئيس أو ذهاب رئيس.
الدول ذات المشاريع الاستراتيجية، لن تتغير سياساتها.
أكثر التعبير خطأ، في السياسة الدولية، هو تعبير أن أميركا تكيل بمكيالين. هذا التعبير عربي اللسان والملامح والفهم. أميركا تكيل بمكيال واحد فقط، هو مكيال مصالحها في هذا العالم.
الذين ينتظرون أن يكيل ترامب بغير ذلك، لا يعرفون أميركا ولا يعرفون الكيل.. والذين يتحدثون عن وقاحة ترامب، وجهله بالسياسة، لا يعرفون أن ترامب لا يحكم، وإنما المؤسسات الراسخة في وطن الحلم التليد، هي التي تحكم.. والذين يراهنون أن ترامب الأخرق الطائش الممثل، سيظل هو هو- كما كان في حملته الانتخابية- يستهينون في الوقت ذاته بقدرة مستشاريه في إعادة صياغته سياسيا، ويستهينون بالرجل صاحب الإمبراطورية المالية الضخمة.. ويستهينون بقدرته على التطور!
ترامب في خطابه الرئاسي- بعد الفوز مباشرة- بدا غير ترامب المرشح. الدولة- كمفهوم- لها قدرة فذة في التغيير.. ومن هنا بدا ترامب رجل دولة بمعنى الكلمة. بدا هادئا، وسخيا في الاعتذرات الضمنية، وفي الإشادة بهيلاري المهزومة.. كما بدا رئيسا لكل الأميركيين، وعظمة لسانه تقول بذلك.
أميركا، ستظل ثابتة بسياساتها الخارجية..
في الداخل قد تتغير، وترامب يميل إلى ترسيخ الحلم خاصة في أفئدة الفقراء، وفي واقعهم.
... ويا أصحاب «نظرية» أميركا تكيل بمكيالين في سياساتها الخارجية، شيعوا هذه النظرية البائسة إلى مزابل التاريخ.
أميركا دائما تكيل بمكيال المصالح، لتجسيد مشروعها الأممي لتسيد هذا العالم.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
10/11/2016
1308