+ A
A -
عندما يرى هذا المقال النور ستكون نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية قد ظهرت وسيكتشف العالم هوية سيد البيت الابيض الجديد الذي سيتحول إلى أهم شخصية سياسية للاربعة أو الثمانية أعوام المقبلة.
بطبيعة الحال لن يكون للعرب أو المسلمين أي تأثير يذكر على اختيار الرئيس الاميركي القادم رغم ان الاشتراك في اختياره أو حتى الضغط من أجل السير في طريق التصويت له بات أمرا متاحا لعشرات جماعات الضغط السياسية والاقتصادية، ابتداء من اللوبي اليهودي، مرورا باللوبيات الكوبية واليونانية والصينية، وانتهاء بجماعات الضغط التي تمثل شركات السلاح والمؤسسات المصرفية وحتى جماعات حماية حقوق المثليين!
من السخافة بطبيعة الحال سرد أسباب غياب العرب عن هذا الكرنفال السياسي الكبير، وهم الذين لم يتمكنوا خلال تاريخهم المعاصر من القيام بانتقال سياسي ديمقراطي سلس للسلطة في أية دولة، هذا فضلا عن غرقهم حتى الجبين في صراعات وحروب طائفية وعرقية لا يبدو ان لها نهاية في المستقبل القريب.
ما يعنينا الآن هو ان حكاما ومسؤولين كثيرين يراقبون حتما هذه الانتخابات وكأن الامر يتعلق بهم وليس بدولة تبعد عدة آلاف من الأميال عن أقرب يابسة في العالم العربي، وثمة حسابات وتصريحات ومواقف وسياسات جاهزة للصدور بحسب هوية الفائز الجديد وسياساته المتوقعة، ما يفضح حالة البؤس السياسي التي وصل اليها العالم العربي. في معظم دول العالم سواء في أوروبا أو آسيا أو حتى افريقيا تراقب الحكومات الانتخابات الاميركية مع تفضيل مرشح بعينه دون ان يعني ذلك انها ستضطر لتغيير لون جلدها حسب هوية الفائز الجديد، هذا فضلا عن ان اليوم التالي للانتخابات يكون يوم عمل معتاد لجميع الدول خلال تعاطيها مع واشنطن، حيث ثمة مؤسسات تتعامل مع مؤسسات وحيث لا تغيير في السياسات والاتجاهات إلا عبر ما تمليه المصالح الوطنية.
هذا ليس الحال عندنا، اذ بات اللعب في الشرق الاوسط، الذي تتميز دوله بانها الاكثر ديكتاتورية والاقل استقرارا حول العالم، هواية اميركية بامتياز وعادة ما يترافق انتخاب رئيس اميركي جديد مع استعراض عضلات في المنطقة، إما عبر غزو دولة أو حصار أخرى، أو اعطاء اسرائيل الضوء الاخضر لتفعل ما تشاء في جيرانها المساكين الضعفاء في أحسن الاحوال!
تمطر في اميركا، فنرتدي الملابس الشتوية ونحمل المظلات في الشرق الاوسط.. فلنأمل ألا تترافق الأمطار الجديدة مع رياح عاصفة هذه المرة!
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
09/11/2016
2696