+ A
A -
كثيرة هي المميزات التي لفتت الأنظار إلى احتفال شبكة الجزيرة بالذكرى التاسعة عشرة ومرور عشرين عاماً على انطلاقتها، أولها حضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، ومعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وكوكبة من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، مما أعطى الاحتفال تألقاً ووهجاً، وشكَّل رسالة قوية واضحة وضوح الشمس، وهي أن الجزيرة تحظى بالدعم الكبير على أعلى المستويات.
أيضاً مما لفت الأنظار حزمة العبارات الموفقة التي اتخِذ منها شعار الاحتفال «معا نواصل الريادة» و«مسيرة متجددة ورسالة أصيلة» و«معاً نحتفل بالريادة» ذلك لأنه كما يقال دائماً إن الوصول إلى القمة سهل لكن المحافظة عليه صعب.
والواقع يؤكد أن الجزيرة وصلت إلى قمة المشهد الإعلامي العربي وتربعت فوقها، وتمكنت من الحفاظ عليها، ومن المنافسة القوية لكبريات شبكات الإعلام في أميركا وأوروبا، بفضل رجال أخلصوا للمهنة وشرفها، في طليعتهم رئيس مجلس الإدارة سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني الذي قال في كلمته بمناسبة الاحتفال: «إن الصبر والالتزام هما ما ميّز عمل شبكة الجزيرة طوال السنوات الماضية من أجل حماية المهنية والإعلام الحر، وأن الجزيرة لن تنسى أبناءها الذين خاطروا بحياتهم من أجل إيصال رسالة الإعلام الحر، مشيداً بجهود منتسبي الشبكة في النجاح الذي تحقق، مشيراً إلى أنهم سيظلون هم الرصيد الأكبر للشبكة.
هذا هو سر تفوق الجزيرة، أعطت منتسبيها بسخاء، لذلك لم يدخروا جهداً من أجل تفوقها، انسجاماً مع توجهات قيادتنا التي علمتنا ألا نقبل بأقل من النجاح الكامل.
الجزيرة منذ انطلاقتها نفضت الغبار وأجلت الصدأ الذي تراكم على العقل العربي لسنوات طوال، من جراء إعلام غير مسؤول دأب على تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام، فانطلقت في الأول من نوفمبر عام 1996 وأدخلت نوعاً من النقاش الحيوي المثير للجدل إلى ساحة الإعلام العربي لأول مرة، بعد أن كان رتيباً مملاً، فالقيمة الإنتاجية الرفيعة لنشراتها الإخبارية، وما تتميز به برامجها من حيوية وتبادل نشط للأفكار وتنوع الضيوف من ذوي الرؤى المختلفة، وقدرتها على اختراق الموانع السياسية وسَّع من دائرة جمهورها، وغير من طبيعة الخطاب السياسي في الإعلام العربي، وأثرت في كل شأن من شؤون الشعوب العربية.
من أعظم ما حققته الجزيرة من إنجازات ما ذكره سمو الأمير الوالد في كلمته خلال الاحتفال، حين قال: إنها حرمت القتلة من التستر على القتل وحرمت الفشلة من التستر على الفشل وانحازت للحقيقة والإنسان، ووقفت مع الشعوب العربية في تطلعها إلى الكرامة والحرية.
أنا فخورة كمواطنة قطرية بأن قناة بحجم ومستوى الجزيرة قناة قطرية تبث من أرض بلدي قطر جعلتنا نرى العالم بعيوننا لا بعيون الآخرين، ومن حق كل قطري أن يفخر بهذا المجد الإعلامي.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
06/11/2016
1332