+ A
A -
هو الشر بعينه!
نعم.. هو شر.. شر مستطير
حقا.. هو.. وبمختلف أشكاله وتسمياته، شر ماحق، والدول التي ضرب فيها هذا الهوس أطنابه، تعيش أسوأ فتراتها، على مر التاريخ.
إنه الهوس الديني..
حيث كان الهوس، كانت السكين، والرؤوس التي تجز جزا، وكانت الأحزمة الناسفة، وكان بالضرورة الدم.. وكان قبل ذلك كله، تغييب العقل وهزال المعرفة بأدق دقائق الدين.. وكان التكفير، وأسوأ أنواع التكفير تكفير مجتمع بأكمله، يقول ربي الله.
الهوس الديني، لا يمكن استئصاله من جذوره، بالأحكام الرادعة، وحدها، لابد من منهج تربوي ديني في الأساس، يحول بين الفرد، ومحاولات استلاب عقله.. ومحاولات تغييب كل التعاليم الدينية- الخيرة والمنضبطة- من قلبه، وروحه.. وضميره، والإسلام بكل هذه التعاليم- كان ولا يزال ولن ينفك- هو دين الفطرة.
الهوس الديني، ضد الفطرة السليمة، والمهووس دينيا، هو في الأساس خصيم لتعاليم دينه وذاته، قبل أن يكون خصيما للآخر، وخصيما للحياة، والتعايش بإحسان.
ماهو مطلوب إذن، انتشال المهووس من نفق مخاصمته لنفسه ودينه، ذلك باختصار لأنه ضحية استلاب، في المقام الأول، ولن يكون هذا الانتشال إلا بما بات يعرف بفقه المراجعة لفهمه للدين، ومعانيه الخيرة، وضوابطه.
هذا لا يعني بالضرورة، عدم سل سيف الحسم، في مواجهة الهوس والتشدد والتطرف، ذلك لأنه في غياب الردع، يمكن لهذا الثالوث الشرير، أن يستطير شرا بالإنسان، وشرا بأمنه واستقراره، وحقه الأصيل في أن يعيش في سلام.. وحقه بالتالي في أن يحيا.
المراجعة، والردع.. معا..
تلك هي الوصفة.. الدين أكرم من أن نتركه لهزيل معرفة بأحكامه وتعاليمه.. والحياة أكرم، من أن نتغافل عن حمايتها- هكذا- من كل مهووس أو متشدد، مستلب العقل والإرادة، لا يتورع عن إزهاق الأرواح حتى وهم، في بيوت الله.. سجدا، ركعا، وهم في صلاتهم يتقربون إلى الرب، الرحمن الرحيم، زلفا.
المعركة ضد الهوس الديني، قد تطول..
لكن لن يصح في النهاية إلا الصحيح.. والصحيح هو أن الله هو الحافظ الحفيظ لدينه، من كل محاولات التشويه لهذا الدين الذي أساسه السلام.
ولن يشوه المهووسون دين السلام.. ولو ازدادوا عنتا في الخبال.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
02/11/2016
1256