+ A
A -
في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس والأربعين لمجلس الشورى صباح أمس، العديد من النقاط الهامة التي يجب علينا كمواطنين أن نضعها نصب أعيننا، ونتعامل معها بتفاعل إيجابي فوق العادي كل في موقعه، أول هذه النقاط تركيز سموه على ضرورة تنفيذ رؤية قطر الوطنية حيث أشار الخطاب إلى هذا الموضوع عدة مرات بدأها بالإصرار على تنفيذ أهداف هذه الرؤية على الرغم من الانخفاض الحاد في أسعار المواد الهيدروكربونية، ثم عندما قال: وقد تبنينا رؤية قطر الوطنية استعداداً لذلك اليوم الذي نستطيع فيه تحقيق التنمية المستدامة لتنويع مصادر الدخل وتجنب الاعتماد الحصري على النفط والغاز، ثم المرة الثالثة عندما تفضل سموه بالقول: ولمواجهة الآثار السلبية لهذه التطورات، علينا أن نستمر في تنفيذ عملية التنمية التي بدأناها بإصدار رؤية قطر الوطنية 2030 في عام 2008، واستراتيجية التنمية الوطنية الأولى 2011-2016. ونحن الآن بصدد إصدار استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2017-2022، فضلا عن الإشارة إليها في معرض حديثه عن محاور استراتيجية قطر الوطنية الثانية.
علينا أن نعي من هذا التركيز على تنفيذ أهداف رؤية قطر الوطنية دورنا كمواطنين وماذا تطلبه القيادة من أفراد المجتمع، ولا شك أنه العمل الجاد والدؤوب من الجميع، وقد عوَّل سمو الأمير على سواعد القطريين في نهضة هذا البلد دون غيرهم بقوله: حين أرى لافتات معلقة في الشوارع كتب عليها «قطر تستحق الأفضل» أقول إن الأصح أن يكتب «قطر تستحق الأفضل من أبنائها».
نقول لسمو الأمير إننا قد فهمنا الرسالة جيدا لأنها واضحة وضوح الشمس، فقطر لا يجب أن تنهض إلا بسواعد أبنائها، وهذا يتطلب من كل مواطن أن يطور من ذاته وإمكاناته وأن يوسع آفاقه ومدركاته، وأن يؤدي ما عليه من واجبات تجاه الدولة طالما أنه يتحصل على كامل حقوقه منها.
لقد اتسم الخطاب بالشفافية والصراحة المطلقة ليكون الجميع على علم بالواقع الذي تعيشه دولتنا، عندما أشار سموه إلى أن أحدا لم يتوقع سرعة حدة انخفاض أسعار الطاقة، فضلا عن زيادة المعروض وقلة الطلب، والشفافية في مثل هذا الموضوعات هي خير علاج، ودائما يقال أن أول خطوة سليمة على طريق حل أزمة ما هو الاعتراف بوجود الأزمة.
كما أن محاور استراتيجية التنمية الثانية التي نحن بصدد البدء فيها والتي ذكرها الخطاب أمس تعتبر دليلا لكل من يريد المشاركة في تنفيذ رؤية قطر الوطنية، أيضا مما يلفت النظر إلى الخطاب بقوة الحرص على إنجاز مشاريع التعليم والصحة بحيث يلبيان حاجات المواطنين كما وكيفا، مع الارتقاء إلى أعلى المستويات العالمية.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية فإن قطر ملتزمة بالثبات على مبادئها ومن أبرزها فيما يتعلق بدول الخليج اعتماد الحوار الهادف والبناء كأساس لحل الخلافات، والدفاع عن قضية فلسطين باعتبارها من أهم القضايا العربية والإسلامية، وبالنسبة للأزمة السورية فإن المبدأ هو دعم حقوق الشعب السوري، أما عن مشكلة الإرهاب التي تؤرق العالم فإن القضاء على الإرهاب والتطرف يقتضي اجتثاث جذورهما، وهذا أفضل وسيلة، ذلك لأن الشجرة إذا لم تجتث من جذورها فإن ما تبقى منها سيورق من جديد.
خطاب جامع وشامل، وضع جميع النقاط على الحروف، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، بقي علينا كقطريين أن نكون عند مستوى تطبيق ما ورد فيه من توجيهات سامية، فقطر تستحق الأفضل من أبنائها.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
02/11/2016
8679