+ A
A -
يصعب تماما على التحليل السياسي توقع مآلات وغايات الحروب الثلاث، وأولها تجرى بالفعل في الموصل، وثانيها على وشك أن تبدأ في الرقة، وثالثها حاصلة بالفعل في حلب، إذ أن كثرا يطرحون قراءات وسيناريوهات في كل من المسارح الثلاثة من جهة، وعلاقة الحروب الثلاث ببعضها البعض من جهة أخرى، وجميعها سيناريوهات خطيرة، فالوضع في شمالي العراق وسوريا بالغ التعقيد، خاصة أن «ارمادات بحرية» للقطبين الأعظم تبحر إلى شرق المتوسط، وهو ما يشي بأن هذه الحروب لن تكون خاطفة، ينصرف بعدها المتحاربون من حيث أتوا، بل إن كل من الأطراف الدولية والإقليمية المتحاربة له أجندته، التي ربما تختلف كليا عما يتم الإعلان عنه، فأفول مرحلة التنسيق الأميركي الروسي في هذه الحروب، وانعدام التباحث، يعني أن أجندتي العملاقين على درجة حادة من التقاطع، وهو ما يرفع منسوب احتمالات الصدام، ويعزز الفكرة القائلة إن هناك معطيات جيوسياسية جديدة في الطريق، لن تبين خيوطها إلا بعد انتهاء الانتخابات الأميركية الرئاسية، واستقرار الساكن الجديد في البيت الأبيض.
الرئيس الأميركي الحالي أوباما، سيحرص حتى انتهاء فترته الرئاسية على ألا يجر أميركا إلى صدام حقيقي مع الروس، ونسبة ليست قليلة من الأميركيين لا يروق لهم موقف بلدهم الضعيف في مواجهة التغول الروسي الدموي في سوريا، حتى أن مذيعا شهيرا بقناة «فوكس» تجرأ على شن هجوم حاد على الرئيس الأميركي، وعرض أن يرسله مع عائلته على متن طائرة شارتر إلى كندا أو كينيا أو جاكارتا، ومن ثم علينا ألا نتوقع سيناريوهات تالية للنقاط الساخنة الثلاث: «الموصل والرقة وحلب» إلا بعد حسم الانتخابات الأميركية، لأنه حتى معالجة الرئيسة كلينتون للدور الأميركي- إن فازت- سيكون مختلفا عن سلفها الديمقراطي.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
31/10/2016
846