+ A
A -
«1»
للمكان روح..
وللزمان أيضا..
لكن الروح- أي روح- تهفو باستمرار، إلى الانطلاق.
روح الزمان، ليست كروح المكان. إنها في انطلاقتها، في كل وحدة زمنية، من حال إلى حال!
روح المكان، رتيبة..
وروح الزمان، وثابة.. متجددة، من مفاجأة إلى مفاجأة.. وما طعم الدنيا يا صاح، لولا هذه المفاجآت، التي تفاجئك.. لولا هذا الزمن الذي تحتشد فيه كل ثانية، وثالثة بما يجعل القلب يدق بعنف.. أو يدخل في نوبة، أو يخرس نهائيا!
«2»
صالات المغادرة.. صالات الاستقبال.. محطات القطارات، دنيا من المشاعر المتباينة.
أحيانا، أذهب إلى هذه الأمكنة، لا مستقبلا، ولا مودعا.
التلصص إلى مشاعر البشر، ليس جريمة يعاقبُ عليها القانون. أتلصصُ.. لكن بشرف.. وفي مثل هذا التلصص، مشايلة إنسانية: إنني أشيل مع الباكي، في لحظة وداع، شيئا من دموعه، ونهنهات قلبه.. وأشيل مع الذي يكاد يطير فرحا، بلقاء حبيب، شيئا من فرحه، وأطير.
«3»
للحزن، فيروس.. والفرح- كما التثاؤب- يُعدي،
والإنسان- هذا الكائن الذي تتوزّعه جملة مشاعر- محتاج في كثير من الأحايين، للعدوتين معا، ليختبر مشاعره إزاء مشاعر الآخرين!
«4»
المحطة- أي محطة- مكانك سر، والقطار من محطة إلى محطة.
«5»
قالت له: خذني معك.. يتعبني انتظارك، في ذات المكان.. في ذات الزمان.. أريدُ أن أرى العالم- مثلك- في محطات أخرى، وأزمنة أخرى!
قال: مستحيل.. إنني أكره أن أقتطع من مشاويري،، مشوارا!
قالت له حانقة: اذهب، عليك لعنة السكة الواحدة، إلى يوم أن يبح صوتك، ويفارقك الأزيز!
صفّر، ولم يلوح لها (باي.. باي)
ولم تسقط منها دمعة!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
30/10/2016
1044