+ A
A -
بنفوس راضية ومؤمنة بقضاء الله وقدره، وقلوب يعتصرها الألم، وأحزان يعجز عن وصفها القلم، ودعت قطر في هذا الأسبوع فقيد الوطن، صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، طيب الله ثراه، إلى مثواه الأخير، رحل الفقيد بشخصه وذاته، لكنه سيبقى حيا بيننا بخصاله وصفاته، وأفعاله وإنجازاته، ولن أكرر ذكر هذه الإنجازات الكبيرة التي تناولها وعددها الكثير من الكتاب في مقالاتهم الكثيرة، فهي تتحدث عن نفسها في كل المجالات، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية.. إلخ.
يكفي أن نتأمل مشهد العزاء لنعرف مكانة الفقيد رحمه الله في قلب كل قطري، وما كان في هذا المشهد من رسالة واضحة جلية تؤكد أهمية مكانة الفقيد ومكانة دولة قطر لدى كل الدول والزعماء على مستوى العالم، من ملوك وأمراء ورؤساء، وأيضا لدى كبار الشخصيات التي ضمتها الوفود التي توافدت على دولتنا الحبيبة لتقديم واجب العزاء.
إذا كان نبأ وفاة الأمير الأب، طيب الله ثراه، قد آلم المسامع وأسكب المدامع وأقضَّ المضاجع، فإن عزاءنا هو احتسابه عند الله تعالى في عليين، وإن ما خفف علينا الأحزان، وصبرنا الصبر الجميل هو ما أنعم الله به علينا من قيادة حكيمة وعظيمة لرجال عظام واصلوا مسيرة العطاء، سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي رفع البنيان، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي يقود سفينة البلاد نحو المستقبل المزدهر بروح الشباب الوثابة والطموحة، فهذا الخلف الصالح نعمة نشكر الله عليها ونقدرها حق قدرها، وقد صدق الشاعر حين قال: «قد مات قوم وما ماتت مكارمهم»..
فمكارم سمو الأمير الأب، طيب الله ثراه، داخل وخارج قطر لن تموت أبدا.
نعاهد الفقيد، طيب الله ثراه، ونعاهد قيادتنا الحكيمة، أن نظل للوطن أوفياء، ونعتز بالانتماء، ونؤكد الولاء، لتبقى رايتنا عالية..
هذا رثاء ووفاء بحق فقيد الوطن الغالي، ومحاولة لذكر محاسنه وخصاله، أداء لبعض حقه علينا، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ونسأل الله ألا يحرمنا أجره ولا يفتنَّا بعده إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
27/10/2016
1703