+ A
A -
جاءتني باكية تطلب النصيحة، فتاة في مقتبل العمر، موظفة وعلى قدر كبير من الجمال وحسن الخلق، أحبت شابا وبادلها الحب كما تقول، تقدم لها عدة مرات ولم يحصل على رضا وقبول والدها وأخوتها، سألتها عن السبب، ردت وهي تتحاشى النظر إلي: «أنهم يرفضون لمجرد الرفض» ثم أكملت قائلة: «سوف نتزوج رغما عنهم عاجلا ام آجلا..لقد أقسمنا على ذلك.. ولن يضيرنا الانتظار عاما أو عدة أعوام، بيد انني أشعر أحيانا انه ليس الزوج المناسب، فهو يفقد صوابه عند الغضب، ويتلفظ بألفاظ مهينة جدا..جدا...ألفاظ أخجل من ذكرها حتى بيني وبين نفسي. ويقاطعني أياما وأسابيع حتى أعتذر، فأنا المخطئة على الدوام لأنني أثير غضبه حين اخالف امرا اصدره لي، أو اعترض على رأي من آرائه في أي شيء حتى لو كان تافها، وفي كل مرة اقول كفى! أجدني أعود اليه وكأن شيئا لم يكن..أحبه ولا أدري ماذا أفعل!! ولم أجد نصيحة أفضل من النصيحة التي وجهتها الكاتبة الكبيرة «أحلام مستغانمي» في كتابها النسيان لكل امرأة يخذلها رجل: «أحبيه كما لم تحب امراة وانسيه كما ينسى الرجال. أمام أول رسالة تبعثينها ولا تتلقين جوابا توقفي نهائيا عن المراسلة.ان الانقطاع التام أخف على العاشق من رسائل يقابلها صمت.فالصمت مساحة للتأويلات التي قد تذهب بك في كل الاتجاهات.وستخطئين حتما في تفسير صمت الطرف الاخر. فبعض الصمت عتاب أو إهانة....وآخر حب....وثالث حب مضاد..لكن أيا كان فهو يفسد ويغير صورة الآخر في قلبك وطريقة احساسك به.كلما طال الصمت تشوه الحبيب وأصبح كائنا غريبا عنك.ونابت عن صوته مرارة تقتل كل ما كان حلوا بينكما.وأيا كانت الرسالة التي يريد إيصالها لك في البدء بصمته.فلن تصلك الا مشوهة.أنها صورة عنه.لا تسقطي عنه ديون انتظارك السابقة، فهو ليس عالما ثالثا.لقد كان يوما عالمك الاول بل كل عالمك.أن اعفيته من جريمة هدر ما مضى من سنوات عمرك تكونين قد أعطيته حق استباحتك من جديد، وهدر عمرك الآتي.الذي لا يعتبرك رأس مال كما يقول «ايزنهاور» لا تعتبريه مكسبا.كوني ضنينة عندما يتعلق الامر بالوقت.فرصيدك منه كأنثى سريع النفاذ. واحذري الرجل السريع الغضب، الذي يصعب عليه السيطرة على انفعالاته. أيا كانت خصاله، ان نوبة غضب واحدة يلقي فيها عليك بحممه وبالجمر المتطاير من فمه.ستحول قلبك إلى مدينة مدمرة.توقفي عند روعة البدايات، ودعي له بشاعة النهايات. لا تدعي منظر الخراب يشوه مزاجك.ويشل قدرتك على الوقوف.قومي.ما ينتظرك أجمل مما يحيط بك.اشتري أحذية لاحلامك وستصبح كل الطرقات إلى الفرح سالكة. الذاكرة احسن خادم للعقل.والنسيان احسن خادم للقلب.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
24/10/2016
2086