+ A
A -
الوقت زيرو، هو الوقت الفاصل تماما، بين يومين. بين سنتين.
هو البرزخ..
وفي البرزخ، يُكشف الغطاء، وتصير الانتباهة- من بعد غفلة- ويصير البصر حديدا!
البرزخ- تلك المقابر التي هي بين الدنيا والآخرة- هي مكان الشوف.. ومكان الرؤية.. والدنيا بمن فيها وما فيها، كانت.. حجابا!
في البرزخ، لا تشويش للعين، ولا لللأذن، ولا توزيع للخاطر، ولا للفؤاد، والجسد كله، لا حراك، في سكون تام... سكون لا عرفته الدنيا.. ولا عرفه الأحياء، من بشر وحيوان ونبات، ولا عرفته الجمادات، ومن قال إن الجمادات جامدة، لا يعرف- قطعا- أن كل ما في هذا الكون، هو في حراك.. وفي عدم المعرفة هذه، تمام الجهل بحقيقة، ان كل ذرة من ذرات هذه الجبال الهامدة، هي في كل وقت من حال إلى حال!
في كل برزخ للوقت، حضور تام.
هو حضور اللحظة الحاضرة، تلك التي لا يزيغ فيها العقل، يرتد إلى الماضي، ولا يطغى إلى ما هو آت.
هذا الحضور التام، في برزخ ما بين كل يوم ويوم، يشغلنا عنه النوم مثلا، وتشغلنا عنه شواغل أخرى.. ويشغلنا عن الحضور البهي في برزخ ما بين أي عامين، هو كل هذا الضجيج، والتلويح بالوداع لعام مضى، والترحيب بعام قد أتى!
الدعوة مني- إذن- ألا يشغلنا عن الحضور، في برزخ الوقت بين عامين، شاغل. هذا هو وقت الشوف الحقيقي..
هو وقت اللحظة الفاصلة..
وفي كل لحظة فاصلة، لا بد من وقفة مع النفس.
إنها وقفة «الجرد» السنوي.. وقفة المحاسبة والحساب. وقفة (الموازنة) الجديدة.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
24/10/2016
1025