+ A
A -
مجازر يومية، والبصمات لا تختلف عن أي بصمات لأي جماعة إرهابية، ولو لم تكن هذه المذابح وإراقة الدماء اليومية من نظام الاسد لكان لك بيسر ان تدعي انها من فعل بوكوحرام أو أن تقول إنها من القاعدة أو داعش، أو غيرهما من جماعات التطرف والتشدد والغلو.
تلك الجماعات، هي جماعات الدم.
وجماعة الاسد اشد هدرا للدماء وسفكا من كل هؤلاء.
فجماعة الاسد، عمياء، بصرا وبصيرة.. ولو لم تكن كذلك، ما استهدفت المستشفيات... يا إلهي.. المستشفيات!
مريض أتى عليه الدهر بداء، تصور ان ازاحته على آس بارع، امر يسير، فرقد في المشفى قلقا بين جرعات وتشخيص داء، ينتظر كامل الاشفاء منه.
لكن ذات بغتة لا يسمع سوى ازيز طائرة متوحشة، تلقي علي مرقده، التوحش بكامل عنفه، ويفارق الحياة.. تلك الحياة التي جاء المشفى قاصدا ان يعج بها من جديد بعافية كاملة، لكنه ويا للوحشية يخرج منها إلى القبر.. ليس بفعل خطأ طبي.. أو دواء لم يتوفر.. بل بقذيفة مجنونة القتها طائرة وحشية، امرها طاغية متجبر بالقتل... القتل العشواء.
قتل في كل مكان من حلب.. وفي دوما... وفي ادلب.. ومدن اخرى منكوبة.. لا لشيء سوى انها قالت لا للطغيان.. ولتكن سوريا لنا جميعا.. نقرر سوية من يحكمها.
والأسواق، والمحال التجارية، وأماكن أخرى يقضي فيها الناس حوائجهم، لم تسلم من البطش الوحشي.
ما هذه الاخلاق؟ هل هي اخلاق..؟ ورب البيت ليست سوى انحطاط كامل ووحشية دامية.
فعل لا يأتي به سوى أخرق.. وليس هنالك من فعل أخرق أكثر من تفجير المستشفيات، والمساجد، وعباد الرحمن قياما.. أو ركعا، سجدا.
المذابح التي أوقفت شعر الرؤوس.. والمتلطخة بدم الأبرياء، هي بالطبع «جرائم حرب».. فماذا يفعل الاتحاد الاوروبي ومنظمات الهمس المتكرر من ادعاء بانها جرائم ترقى لجرائم الحرب؟؟!!!
ترقى!.. اخبرونا إذا ما هي جريمة الحرب ان لم تكن كمثل تلك المذابح اليومية!!!
قلنا اكثر من مرة إن استراتيجية الانظمة الفاسدة، المتجبرة، في القتال، هي استراتيجية واحدة: استراتيجية مبنية على إشاعة الرعب، من خلال ضرب أي مفصل من مفاصل المجتمع.
وهي، بمثل هذه الاستراتيجية الدموية، ضد المجتمعات، والإنسانية.. وضد الحياة، في معناها الآمن والمستقر.. وهي من هنا ضد الدين والاخلاق.
للدم رائحة.. من بين رائحة دم ضحية وضحية.. والصوت يجهر بالقول: «هؤلاء ليسوا ببشر.. نعم ليسو بشرا.. ليس بينهم وبين الإنسان ثمة صلة»!.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
23/10/2016
1060