+ A
A -
الشائعات وباء اجتماعي لم يسلم منه مجتمع ما، والمجتمع القطري ليس استثناء من بين المجتمعات، وإن كان هو الأكثر وعيا في التعامل مع هذا النوع من الفتن، وذلك من خلال سرعة التوضيح وإصدار البيانات التي تعلن الحقيقة، لكن هذا لا يمنع من التذكير والتحذير، ودق ناقوس الخطر، لأن مجتمعات كثيرة عانت من بث الشائعات التي ظلمت أبرياء، وحطمت عظماء، وقطعت علاقات، وقضت على صداقات، وأججت عداوات، وعطلت زيجات، بل منها ما تسبب في نشوب حروب واندلاع نزاعات.
وقد ازدادت خطورة الشائعات مع خروج مواقع التواصل الاجتماعي إلى النور، حيث ساعدت على سرعة انتشارها، ففي السابق كانت الشائعة تستغرق أشهرا حتى تنتشر، أما اليوم فما هي إلا دقائق معدودة حتى تكون قد غطت المجتمع بأسره، عبر هذه المواقع على غرار تويتر والفيس بوك وغيرهما، إذ يحدث أن يقع كثير من أصحاب الحسابات في المحظور، بسرعة نقل الشائعة على أنها خبر موثوق، وما هي إلا فترة قصيرة حتى يتبين عدم صحتها، أو يصدر نفي من الجهة المعنية يكذب هذه الشائعة أو تلك، فيجد هؤلاء أنفسهم في حرج شديد، نتيجة حسن النوايا والثقة في من ليس أهلا لها.
ولتفادي هذه المحظورات علمنا القرآن الكريم كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، حيث أرشدنا الله إلى ضرورة التثبت من صدق الخبر قبل نقله، أو اتخاذ موقف بناء عليه، وحذرنا من الوقوع في الندم عقب ترديد الشائعة ونقلها قبل أن نتبين صدقها فقال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» سورة الحجرات، آية 6.
لتفادي مشاكل بث الشائعات هناك أساليب وطرق عديدة صحيحة وسليمة، أولها عدم نقل أي خبر أو ترديده ما لم يكن الفرد قد تأكد بنفسه من صحته، وحتى لو كان الخبر صحيحا ولكن نشره يضر بالمجتمع لا يجوز أن نتناقله ونتناوله أخذا بقاعدة لا ضرر ولا ضرار، إذ لا يجوز أن أنقل خبرا ما لمجرد أني قرأته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذه المواقع بمثابة شارع عام، ولا يجوز لأي إنسان يمشي في الشارع أن ينقل كل ما سمع، وثاني هذه الطرق وهو أنه على كل جهة في المجتمع تنتشر عنها شائعة ألا تتأخر في إصدار بيان هام توضح من خلاله الحقيقة، كما نتمنى أن تصدر قوانين تقضي بمعاقبة كل من يتداول شائعة غير مؤكدة تسببت في ضرر ما، وذلك من أجل أن نعصم أنفسنا من الزلل والخطأ، والحفاظ على مجتمعنا مجتمعا آمنا ومتماسكا لا تعصف به رياح الشائعات الخبيثة والمدمرة.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
23/10/2016
1541