+ A
A -
• الإنسان الصادق، والمتحرك بصدق، والمتحدث بصدق، يحمل مشاعر مختلفةٍ وعديدةً في أعماقه، وعلى فنن تلك المشاعر، يتربع إحساسٌ رقيقٌ شفاف تواق دوماً للارتواء، إحساسٌ يدعونا للأمل والحياة والمضي.. إحساسٌ يفتح أصعب الأبواب إغلاقاً، إنه الحب.. الذي إن وجِد بالقلب كان دافعاً للإبداع والنجاح.. وكان عيناً صادقةً ترينا كل الأشياء حولنا في الكون والناس، أكثر جمالاً، وصدقاً، ومعنىً.
• أحياناً كثيرةٌ تدمع الأحداق دموعاً رقراقة منسابةً بهدوءٍ وانكسار، نبكي ونبكي بصمت، ولا نعرف سر بكائنا، وسر همومنا وسر انطوائنا! قد نلوم الزمن قد نلوم المكان.. قد نلوم أشخاصاً.. ونلوم الظروف.. قد نلوم الأشياء المتناثرة حولنا.. نلوم ونلوم وبعد كل ذلك لا نجد الحل الشافي والأمثل.. لا نجد جواباً لتساؤلاتنا الحيرى.. نبحث عن حلٍّ يخرج النفس من دوامة الألم.. نبحث عن تلك اليد السحرية التي تمسح الفؤاد لتريحه.. ونعود بعد بحثٍ مضنٍ لنلوم أنفسنا التي استلذَّ لها العيش في دوامةٍ ودائرةٍ من الألم.. تدور فينا وندور فيها.. دون محاولةِ خروجنا منها بإرادتنا!.
• أحياناً.. وتلك الأحيان تكون كالدهر أحياناً! أحياناً يُصدر عليك البعض أحكاماً جائرةً ظالمةً قاسيةً.. أحكامٌ تستغرب إمكانية تفوهها عبر كلماتٍ تصدر من عقل بشر.. من عقل إنسان.. معك أيامٌ وشهورٌ وسنين!.. تُدهشُ بعد كل تلك اللحظات والساعات والأيام التي قضيتها معه أنه لا يعرفك.. لم يتعمق بصدقٍ في أغوار نفسك، وتحزن لمنهج تفكيره.. وتركيز جهده لجمع القشور دون بذل الجهد والعناء للبحث عما تحمله من كنوزٍ في أعماقك.
• الإنسان الصديق الصادق، هو ذلك المبحر بعمقٍ.. المستكشف لما تحمَّله من معاني ومزايا وعيوب.. هو ذلك الضمير الخارجي والنبض المتدفق لكل ما تقوله وتفعله.. وتفكِّر به.. هو صوتك الخارجي.. متى عجزتَ عن النطق والكلام!.
• فئةٌ من فئات خلق الله.. يحمل لقب إنسانٍ لا همَّ له.. ولا شغل له.. إلا محاولة شدك وجذبك وانحنائك وكسرك في النهاية.. فئةٌ تعتقد أنه بكل ما تأتيه من تصرفاتٍ غريبة وأفكارٍ عجيبة وآراءٍ مريضة أنها تستطيع أن تمنع شموخك ووقوفك بقوةٍ وصلابةٍ وتحدٍّ للرياح القادمة بقوةٍ أمامك، أو رياحٌ هوجاءُ قادمةٌ من خلفك!
• تعتقد فئة جعلت شغلها الآخرين بأنانية تعيشها، أنها تستطيع إيقاف تقدمك ومنع تحركك، تعتقد أنها تستطيع أن تمنع السنبلة من أن تقف شامخةً رغم ما تحمله من وفرةٍ وغزارةِ محصول.. السنبلة تظل ممتلئةً بالخير الوفير والثمين رغم هزات الريح الصارخة!


آخر جرة قلم:

نكتبُ عن الحياة.. لأنَّ الحياة في أرواحنا تحيا.. أفكارٌ تسكن عقولنا لأحرف وكلماتٍ نسطِّرها.. نكتب عن الحياة لأنَّ الحياة حياةٌ لقلوبنا النابضة دوماً بالحب والأمل والحياة الصادقة.
نكتب عن الحياة لكي نضخ وندفع روح الحياة لقلوبٍ وأرواحٍ فضَّلت حيـــــاة المـــوت وأشبــــاه الموت.. وهــم أحيـــــاءٌ يتحركون هنـــا وهنــــاك ببطءٍ مميت، ونكتب عن الحياة لنصل إلى الموت.. لنتذكر ونذكِّر وننبِّه كل ثرثارٍ وكل صامتٍ بغفلةٍ وكل عاملٍ وكل نائم.. أنَّ هذه الرحلة لها نهاية.. فاليوم نحن هنا.. وغداً لا نعلم إنْ كنا سنتحرك ونعمل ونمضي أم سنكون محمولين على الأيدي؟!
بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
20/10/2016
5170