+ A
A -
زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لجامعة قطر، الجامعة الوطنية، وجولته في بعض كلياتها وأقسامها وتجهيزاتها والاطلاع على مساراتها ومراكزها صباح أمس، عبارة عن رسالة قوية، نبيلة وعظيمة من سموه، أهم مضمون نستنبطه منها أن التعليم والبحث العلمي في قطر عموما والجامعة الوطنية خصوصا يحظى بكامل الدعم على أعلى المستويات، وفي مقابل هذا الدعم اللامحدود فإن المنتظر من الجامعة بهيئتها التدريسية وطلابها هو ما سجله سمو ه حفظه الله في سجل الجامعة ككلمة للشباب مفادها أن «الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته.. فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر»، فهذه العبارة اختصرت كل ما يمكن أن يقال حول دور الجامعة المنتظر والمأمول منها، لذلك أقترح على المسؤولين بجامعتنا أن يأخذوا من هذه العبارة شعارا لهذا الصرح العلمي الكبير، أو تضمينها استراتيجية الجامعة في إطار رؤيتها أو رسالتها أو أهدافها.
كما أن حديث سمو الأمير حفظه الله مع الطلاب حول أفكارهم ومشاريعهم الحالية وتوصية سموه أبناءه وإخوته بضرورة استثمار طاقاتهم العلمية والمهنية فيما يخدم مجتمعاتهم ويعود على وطنهم بالنفع ويعزز مسيرة العلم ويضيف إليه عالميا محققا الريادة لدولة قطر في هذا الميدان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ضرورة العمل المتواصل والجهد الجاد من أجل بيئة تعليمية وبحثية خلاقة، يحقق فيها الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية أقصى طموحاتهم من خلال حرية الفكر والإبداع والابتكار، والبحث العلمي الرصين، الذي يخرج بنتائج تستشرف المستقبل، والتفوق الأكاديمي العام عبر توفير برامج عالية الجودة تلبي الاحتياجات الراهنة والمستقبلية.
طلاب الجامعة وخريجوها قادرون على صنع مستقبل أكثر ازدهارا وعلى المشاركة في تنفيذ وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، يؤكد هذا ما أطلع عليه سموه أمس من إنجازات الباحثين في مجال الابتكارات، وأبرز المشاريع الحالية والمستقبلية والبرامج الاستراتيجية لطلاب الكليات بالجامعة المتعلقة بالجانب الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع، ونحن تعلمنا من قياداتنا أنه لا مستحيل إذا وجد الأمل مصحوبا بالعمل.
فمع أن الزيارة في حد ذاتها تشكل دعما غاليا إلا أن حضور سموه إحدى المحاضرات، واستماعه إلى جانب من المحاضرات العملية بكلية الطب وتفقد التجهيزات الحديثة والتقنيات المتطورة المستخدمة في طرق التدريس، يعني أن الشكليات وحدها ليست دليلا يعتد به لدى سموه على التميز والتفرد، وإنما المضمون والجوهر وما يتحقق على أرض الواقع هي القيم المعتمدة، كدليل على أننا على الطريق الصحيح نحو الريادة العلمية والوقوف في مصاف أفضل الجامعات العلمية، إذ ليس هناك ما يحول دون ذلك بعد توفير الدعم المادي والمعنوي، ولا شك أن شباب قطر تحت ظل قيادتنا الرشيدة سيقدمون ما تنتظر منهم والله معهم.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
20/10/2016
2309