+ A
A -
لو يعلم من يدفع بمجتمعاتنا إلى هاوية الرؤية الضيقة والبؤرة المحرقية التي تقضي على غيرها ثم تتآكل هي ذاتها من الداخل، لأدرك بأن الجهل عامل أساسي وهام لتعايش المجتمعات، لو أدرك خطيب المسجد وهو يلقي خطبته أن خطاب اللا أدري وانما أعتقد هو الخطاب الإنساني لانفض الجمع دونما توترات أو شحن. الدفع بالهوية الدينية كمحدد وحيد قتل مؤجل، الدفع بالمصطلح الهوياتي الديني مقدما على أوجه الهوية الأخرى انتحار منتظر.. في زمن «الفتن» وهو مصطلح ديني ينتج مفاهيم دينية والحقيقة أن هذا الزمن ليس زمن فتنة وإنما زمن «مصالح سياسية واقتصادية» تعيش على استهلاك مخزون الدول والحضارات الأخرى من بنى دينية واجتماعية متخلفة، ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا: الدين ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو وسيلة لارشاد الناس وإسعادهم في هذه الحياة فالهدف إذن هو الإنسان.
ثانيا: التطرف الديني في المجتمعات الصناعية ناتج عن غربة الإنسان وتهميشه أمام الآلة ورأس المال فاليوتوبيا هناك يوتوبيا عدمية بينما اليوتوبيا عندنا كمسلمين أو متدينين يوتوبيا «قياميه» لذلك هي عندنا جماعية وأشد تجذرا وهذه مشكلة لا يمكن مواجهتها إلا بتغير جذري في فكر المجتمعات ومنعطفات تاريخية كالتي شهدتها المسيحية مثلا «خاصة فيما يتعلق بالفهم المتشدد منه كالشيعية المتزمتة أو الاصولية السنية المتشددة»، يزيد ويطور هذه الحالة سلبيا مستوى التخلف الذي تعايشه مجتمعاتنا وسوء ادراكها لمفهوم الثروة كعامل أساسي للاستقرار فتتخلق نفسية تنتظر مضطربة لا تهتم بالبناء وليس أدل على ذلك من مشاكل دول الربيع العربي التي تعاني منها اليوم، سقط المستبد ولكن تجلت نفسية التشفي والانتقام.
ثالثا: تدوير التاريخ وليس تجاوزه عندما اقتنع المأمون بفكر المعتزلة حمل القوم على ذلك، اليوم هناك من يريد الاخوان أوغيرهم وهناك من يحبذ الأصوليين وسلطتهم. وكم يخيب الظن في مجرد «المعتقد» لم تستطع أمتنا حتى اليوم تطوير فكر حياتي تنموي لأنها جعلت من الدين هدفا أساسيا، بمعنى نريده لأنه متدين وليس لأنه كفؤ للمهمة بعيدا عن عقيدته أو دينه طالما أنه كفؤ وملتزم بالقانون. ويسقط الكفؤ في الانتخابات لأنه لم يعرف عنه أنه يصلي مثلا.
رابعا: السلطة في عالمنا العربي تحتاج إلى الدين ان لم يكن أصلا فرداء «وجلابية» والدفع الذي نراه اليوم بالهوية الدينية إلى الأمام لن يحمي السلطة بقدر ما قد ينقلب عليها لاحقا والشواهد كثيرة قديما وحديثا لأن الفهم الديني انشطاري ومتحرك وله ألوان قوس قزح.
خامسا: المفروض التخفيف من وهج يوتوبيا العصر الأول وقدسية اصحابه وتدريس التاريخ للاجيال بشكل أقل قدسية ونقاء تدريسه واقعا بشريا وتخليصه من «المدهش» بقدر الامكان ان كان هناك ثمة أمل يرجى لجيل جديد ينتظم قدما ولا ينكص على عقبيه خوفا من المجتمع المصاب بتاريخه كمرض أو متلازمة أمراض وقواه الضاغطة.
بقلم عبد العزيز الخاطر
أولا: الدين ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو وسيلة لارشاد الناس وإسعادهم في هذه الحياة فالهدف إذن هو الإنسان.
ثانيا: التطرف الديني في المجتمعات الصناعية ناتج عن غربة الإنسان وتهميشه أمام الآلة ورأس المال فاليوتوبيا هناك يوتوبيا عدمية بينما اليوتوبيا عندنا كمسلمين أو متدينين يوتوبيا «قياميه» لذلك هي عندنا جماعية وأشد تجذرا وهذه مشكلة لا يمكن مواجهتها إلا بتغير جذري في فكر المجتمعات ومنعطفات تاريخية كالتي شهدتها المسيحية مثلا «خاصة فيما يتعلق بالفهم المتشدد منه كالشيعية المتزمتة أو الاصولية السنية المتشددة»، يزيد ويطور هذه الحالة سلبيا مستوى التخلف الذي تعايشه مجتمعاتنا وسوء ادراكها لمفهوم الثروة كعامل أساسي للاستقرار فتتخلق نفسية تنتظر مضطربة لا تهتم بالبناء وليس أدل على ذلك من مشاكل دول الربيع العربي التي تعاني منها اليوم، سقط المستبد ولكن تجلت نفسية التشفي والانتقام.
ثالثا: تدوير التاريخ وليس تجاوزه عندما اقتنع المأمون بفكر المعتزلة حمل القوم على ذلك، اليوم هناك من يريد الاخوان أوغيرهم وهناك من يحبذ الأصوليين وسلطتهم. وكم يخيب الظن في مجرد «المعتقد» لم تستطع أمتنا حتى اليوم تطوير فكر حياتي تنموي لأنها جعلت من الدين هدفا أساسيا، بمعنى نريده لأنه متدين وليس لأنه كفؤ للمهمة بعيدا عن عقيدته أو دينه طالما أنه كفؤ وملتزم بالقانون. ويسقط الكفؤ في الانتخابات لأنه لم يعرف عنه أنه يصلي مثلا.
رابعا: السلطة في عالمنا العربي تحتاج إلى الدين ان لم يكن أصلا فرداء «وجلابية» والدفع الذي نراه اليوم بالهوية الدينية إلى الأمام لن يحمي السلطة بقدر ما قد ينقلب عليها لاحقا والشواهد كثيرة قديما وحديثا لأن الفهم الديني انشطاري ومتحرك وله ألوان قوس قزح.
خامسا: المفروض التخفيف من وهج يوتوبيا العصر الأول وقدسية اصحابه وتدريس التاريخ للاجيال بشكل أقل قدسية ونقاء تدريسه واقعا بشريا وتخليصه من «المدهش» بقدر الامكان ان كان هناك ثمة أمل يرجى لجيل جديد ينتظم قدما ولا ينكص على عقبيه خوفا من المجتمع المصاب بتاريخه كمرض أو متلازمة أمراض وقواه الضاغطة.
بقلم عبد العزيز الخاطر