+ A
A -
الآن لا مكان للظلام!... مضى عصره.. انقرض و«لحق أمات طه»....
هذا عصر الانفتاح الكبير، والشفافية، لكن الكثير من الأنظمة لا تزال تعيش في عصر الغياب والتغييب.
أحداث كبيرة، تحدث، في الكثير من الدول، لكن انظمتها تضرب سياجا عتيدا، حول هذه الأحداث، لكنها- من فرط غيابها عن العصر- لا تدري ان هذا السياج، في عصر كبسات الزر، هو أوهي من خيوط العنكبوت، بمقدار!
الخبر- الذي تظنه هذه الأنظمة الغائبة والمغيبة- اليوم بفلوس، هو بتراب الفلوس، في ذات اللحظة، طالما أن في هذا العالم، عقولا جبارة مثل بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ (مخترع) أضخم شبكة للتواصل الاجتماعي، بين البشر،
بمختلف ألوانهم، وألسنتهم، وثقافاتهم، ومعتقداتهم، وأفكارهم في الحياة والموت والمصير!
سقط الجدار: جدار الحجب، بما يعرف الآن- في العالم كله- بثورة التواصل والاتصالات.. الثورة التي جعلت من هذا العالم، قرية كونية واحدة، بكل ما في القرية الواحدة، من مصائر مشتركة، وبكل ما فيها من أدبيات التداخل.. الحميم.
سقط الجدار، ولم يعد هنالك ما هو وراءه.. الأمثلة كثيرة: حاول زين العابدين بن علي- ما استطاع- ان يحجب ما يدور حين راحت الحلاقيم تزأر، أقام جدارا، بقطع الإنترنت، ليشل كل إصبع يضغط على أزرار لوحة المفاتيح، ويلغم كل فم وراءه هاتف محمول، حجر أصم، لكن برغم ذلك، ما استطاع سبيلا، والفضاء يقول كلمته: تساقطت الإشارة، من وراء إشارة، من تلك الأقمار التي ترفل في الفضاء، طليقة.. تعاين، بعينين دونهما عيني الزرقاء، تلك التي قالت إنني أرى شجرا يسير! ما حاوله، وفشل فيه بن علي، فشل فيه مبارك، والمصريون في كل مكان أصبحوا هتافا واحدا، في دولة لا حدود لها، اسمها (فيسبوك).... في هذه الدولة الافتراضية، التي تستهين بكل رقيب، وأداة للقمع والتنكيل، والتغييب، كانت الثورة حاضرة في كل لحظة..
سقط الجدار، والأمثلة كثيرة، لكن لا تزال أنظمة في هذا العالم، تحاول بناء جدار، من وراء جدار، وكل جدار مصيره السقوط المريع، ذلك لأن هذا العصر هو العصر الذي لن يستطيع فيه أي نظام، أن يحجب فيه الحقيقة، بالجدران الغرابيل! مثل بن علي.. مثل مبارك.. مثل صالح، مثلما هو الأسد حاليا، لو كان بإمكان أمثالهم من زعامات الجدران السميكة، لجدعوا أنوف بيل غيتس، ومخترع الدولة الافتراضية، وغيرهما من أصحاب العقول الجبارة أولئك الذين بثورتهم التكنولوجية الجبارة، أناروا أي بقعة حالكة الظلام، في هذا العالم.. بل أسقطوا الجدار الذي كانت ترتكب وراءه الفظائع، والانتهاكات المخزية، والجرائم المروعة.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
19/10/2016
891