+ A
A -
من يتابع أخبار مرضى الضغط والشرايين والقلب يجد سببا مشتركا يجمع بينهما، ألا وهو السمنة أو البدانة التي تعتبرها المنظمات الصحية آفة العصر والخطر الأول الذي يهدد حياة الكثيرين بجانب التدخين.
ومن يرد الوقوف على تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا والمجتمعات الخليجية والعربية عموما فعليه أن يتابع الزيادة المطردة في عدد المراكز الصحية التي تعلن عن برامج متعددة لتخفيف الوزن، فهي رغم زيادة أعدادها نجدها مكتظة بالمرضى والمراجعين من كل الأعمار، والأدهى من هذا كله إقبال الكثير من الناس على عمليات قص المعدة وتغيير المسار، لا فرق في ذلك بين الشباب وكبار السن أو بين الذكور والإناث، مع أن هذه العمليات ليست مأمونة بدرجة مائة في المائة، ففي كثير من الأحيان تتسبب في مضاعفات قد تودي بحياة المريض، كما أن نتائجها ليست مضمونة في المطلق، فإن لم يحافظ المريض الذي أقدم على عملية من هذا النوع على نوعية غذائه وممارسة الرياضة سوف يعود إلى سيرته الأولى من السمنة والبدانة.
قديما قيل «درهم وقاية خير من قنطار علاج» والوقاية من آفة العصر هذه تتمثل في ممارسة الرياضة بكل أنواعها، فدولة قطر بلد رياضي بالدرجة الأولى، وآية ذلك مبادرة حضرة صاحب السمو الأمير المفدى -حفظه الله ورعاه- بتخصيص يوم وطني قطري للرياضة تم تحديده يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير كل عام، ليمارس الشعب فيه بكل أطيافه الرياضة، يتقدمهم صاحب السمو ومعالي رئيس الوزراء والوزراء ومنتسبو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
فضلا عن ذلك وفرت دولتنا العزيزة أماكن صحية عديدة لممارسة الرياضة قلما نجدها في الدول الأخرى، مثل الحدائق والمسطحات الخضراء المزودة بالأجهزة الرياضية المتاحة للجميع مجانا، بالإضافة إلى الأندية والشواطئ الجميلة، وحتى المولات التجارية الكبرى التي تعتبر زيارتها فرصة للتسوق وممارسة رياضة المشي.
لو أن كلا منا وضع برنامجا يوميا للرياضة ولو ساعة في الأربع وعشرين ساعة سوف نقي أنفسنا من السمنة، وبرامج الريجيم المملة، وعمليات قص وربط المعدة، ونتعافى من أمراض القلب والضغط والشرايين، فلنبدأ من الآن فالرياضة سوف تجدد حيويتنا وتنشط ذاكرتنا وتطور تفكيرنا وتغمرنا بالسعادة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
16/10/2016
1117