+ A
A -
كان صاحب «شنة ورنة»، في أسواق الأوراق المالية المظلمة، حتى نهاية السبعينيات، ثم بدأ الصعود إلى أسفل!
هو عزيزنا.. عزيز السودانيين..
لكنه الآن.. في كل يوم جديد.. يُذل!
أتحدث عن الجنيه.
كان يساوي أكثر من ثلاثة ريالات سعودية.. وكان يتهافت عليه المشترون، ويتعزز!
الآن، الريال يساوي 4 جنيهات، ولا أحد يدري ماذا يدور في خاطر الريال، في اليوم التالي!
حين يهوي الجنيه، يجن جنون الأسعار.. ويروح كل امرئ يكلم نفسه، وهو ماشي بين الناس في الأسواق!
لا إحصاءات- بالطبع- في السودان عن الذين جننهم الهبوط المزري، لكني لا أبالغ إن قلت إنهم أكثر من الهم على قلب أي سوداني!
أنظمة الإنقاذ فشلت فشلا ذريعا، في إنقاذ الجنيه، من (المرمطة) وهي التي قالت أول ما استولت على السلطة قبل أكثر من ربع قرن: لو لم نجئ لكان الدولار يساوي 7 جنيهات.. قالت ما قالت وهي تضغط ضغطا على الرقم 7
الآن الدولار يساوي 16 جنيها!
المشكلة في السودان أن الأسعار التي (طارت راحت) لا يمكن أن تهبط، إذا ما حدثت المعجزة، وارتفع الجنيه مقابل العملات الأجنبية.. وتلك حالة، لا يعرف أحد من الاقتصاديين تبريرها!
المجانين، في نعيم..
ذلك قول شائع، لكنهم في السودان في كل يوم، في جحيم.
أسوأ أنواع الجنون، أن يكلم المرء نفسه.
الناس في السودان، قنعوا من الكلام إلى الحكومة، وقد اكتشفوا أن الحكومة لا ترخي لكلامهم أذنا، فباتوا- كل يكلم نفسه وهو ماشي.. وهو لا يدري هو ماشي إلى أين..
كل ما يدريه أن وطنه ماشي إلى ورا.. والسبب: انهيار الجنيه!
حين تنهار العملة الوطنية لأي دولة، تنهار الدولة..
انظروا إلى أرض موغابي.. تقل لكم.. كل الحقيقة... الحقيقة المؤلمة.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
13/10/2016
865