+ A
A -
اقولها وببساطة متناهية جدا.. جدا..
هذا العالم، لم يعد مكاناً آمناً للعقلاء، من أمثالي وأمثالك، لأنه، لم يعد مكاناً آمناً، للحياة الطبيعية!
أنت مثلي، مطالبٌ بالتفكير جدياً، في البحث عن الخروج من هذا العالم،
ذلك لأنك مثلي، يفترض أن تفكر- جدياً- في ضرورة استمرارية حياتك،
تماماً، مثلما فكر الآلاف، بل الملايين من المهاجرين، الشرعيين وغير الشرعيين،
وهاجروا... هاجروا حين استحالت أوطانهم، إلى مقابر جماعية: مقابر جماعية، للأفكار، والحقوق، والقيم، والأخلاق، والخير، والمروءة، والإحسان، والسلام، والجمال.
هاجروا– في جملة واحدة– حين استحالت أوطانهم، إلى مقابر جماعية للحياة النظيفة: الحياة التي لا يلوثها الطغاة، ولا يلوثها المجانين، ولا يلوثها الجهل، ولا يلوثها الجاهلون!
هذا العالم، لم يعد مكاناً آمناً للعقلاء، ذلك– باختصار– لأن عدد العقلاء في تناقص مريع، وعدد المجانين في ازدياد بشع: المجانين الذين يدخلون المصحات، والمجانين المطلوقون في الشوارع، والمجانين غير المقيدين، في الحكومات!
كم، كم مدينة يمكن أن تحترق مثل روما، وفي هذا العالم كل هذا الكم الهائل من (النيرونات)؟!
بل، كم من دولة، يمكن أن تستحيل إلى رماد، وجنون النيرونات الجدد، قد تجاوز جنون نيرون روما، تجاوزه جنوناً، بملايين السنين الظلامية؟!
العالم، هذا الذي نحبه أنت وأنا، أصبح مصيره في كف المجانين: المجانين الكبار الذي امتلكوا النووي، والمجانين الذين، يسعون بجنون مثير لامتلاكه.
كم عدد الرؤوس النووية، تلك التي في أكف المجانين الكبار، وكم عددها في أكف المجانين الذي يكبرون جنا، في كل يوم جديد.
كم عدد قنابل النشطة النووية تلك التي بيعت في السوق السوداء، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بل كم عدد القنابل النووية البدائية، تلك التي يمكن أن يصنعها– بكل بساطة– «أخيب» طالب فيزياء، في هذا العالم.
صناعة القنبلة النووية، لم تعد سراً، وكذا صناعة الصاروخ الذي يحمل الرأس النووي، وكذا صناعة المجنون الذي يأمر بضغط الزر لإطلاق القنبلة، وإطلاق الصاروخ!
تخيلوا هذا العالم، حين يضغط فيه، أحد المجانين الكبار على الزر المجنون؟! بل تخيلوه، حين يطلق أحد المجانين الصغار، أو أحد هواة الجنون، صاروخاً واحداً، يحمل رأساً نووياً، ولو كان هذا الرأس ليس في حجم رأس «ألفريد نوبل».
«القنبلة» موجودة
وهي وجدت– أساساً– لتفجيرها في يوم ما، لا أن تظل هكذا، مضروباً عليها بسياج العقل الحكيم.
المسألة إذن، مسألة وقت، ومتى ما حان هذا الوقت، نتوقف عن الكتابة، ويذهب البعض منا إلى الجنة، ويذهب البعض منا إلى الجحيم!
من حُسن الحظ– حظي وحظك– أن هذا الوقت لم يجىء، حتى هذه اللحظة، والدليل، أنني لم أتوقف عن الكتابة، ولم تتوقف أنت عن قراءة ما أكتب الآن.
الآن، بدلاً من أن يسرقنا– نحن الاثنين معاً– الوقت، ينبغي علينا أن نفكر معاً، ونتقاسم التفكير في البحث، عن مكان آخر: مكان يمكن أن تستمر فيه، حياتي وحياتك، تستمر فيه إلى ما شاء الله، حياة العالمين!
دع التفكير، الآن، في أين ستقضي ليلتك، إلى التفكير في أين ستقضي بقية حياتك.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
06/10/2016
824