+ A
A -
مستر مارك، استطاع ان يبني دولة. نعم إنها دولة افتراضية، غير أنها دولة تملك اهم مقومات الدولة العصرية: التعايش الحميم.
التعايش، في مفهومه الأوسع، يتجاوز مفهوم العيش المشترك، إلى مفهوم تعايش الأفكار، والثقافات، والمعتقدات، وتعايش الاهتمامات.. بل حتى تعايش القلوب والأحاسيس.. ومعايشة الهم الإنساني المشترك.
دولة مارك، هي إذن دولة من التنوع.. والتنوع رحمة، تماما مثل تباين الآراء، إذا ما أخذت الآراء جميعا بحقها.. وحق الرأي والرأي الآخر، هو الإحترام!
دول كثيرة، بنيتها الأساسية التنوع، غير أن معظم هذه الدول، قوضت بالسياسات الخائبة، وهزال المعرفة، وضيق الأفق، هذا الأساس، الذي يبدو هشا، غير انه في الأساس متين، لصناعة دولة بلون قوس قزح.
مارك، بفكرة ألمعية، شيد اساسا للملمة هذا العلم. لملمه فعلا، قبائل وشعوبا. قرب خطوط الطول بخطوط الطول، وخطوط العرض بخطوط العرض.. بل إنه- في الحقيقة- هو الذي ألقى مابين كل خطين من مسافة.
تقريب المسافات، يقرب أكثر الأفكار.. والاهتمامات.. والرؤى والمشاعر.
هذا العالم- بهذا الفيس بوك- هو إلى تقريب أكثر. إلى فهم وتفاهم، أكثر.. وهو بهذا التقريب، وبما سيأتي من أفكار اخرى ألمعية- قد تتجاوز فكرة مارك- إلى الوحدة، في معناها الجميل والراقي والمنضبط.
لا. لا يذهلنكم عن هذه الحقيقة، مايعيشه هذا العالم الآن، من إنقسامات وتشظي وعداوات وثأرات. كل ذلك مصيره إلى زوال. كل ذلك خير. مخاض التحولات الكبرى والمذهلة، دائما عسير. هذه النفس البشرية التي لتوشك أن يشق نفسها كل الذي يحدث الآن، حتما ستتنفس الصعداء، حين يأتيها الطلق، ويصرخ التعايش في معناه الاوسع، وهو يملأ رئتيه لأول مرة، بأكسجين الحياة!
هذا العالم، إلى وحدة ذكية..
وحدة قائمة على التنوع.. واحترام التباين.
أكاد أجزم انكم ستصدقوني- إذا مدّ الله في آجالكم إلى وقت أن أصير انا بترولا في باطن الأرض، لا يعبأ به أحد!
في ذلك الوقت لا تنسوا ان تترحموا علي، يرحمكم من في السماء.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
04/10/2016
820