+ A
A -
احتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطني هذه الأيام هو احتفال لجميع دول الخليج العربية وللعالم العربي المنكوب، المملكة العربية السعودية لها ميزة تحرك عصبا عاطفيا في الجسد العربي طالما حَنَّ إليه وطال شوقه لتحريكه ونشاطه كونها، تمثل كيانا موحدا في عالمنا العربي، لا يشابهه كيان عربي آخر سوى دولة الإمارات العربية المتحده الشقيقة، إن عالمنا العربي يتجه وبسرعة متناهية نحو التفتيت والتجزئة، هناك من يعمل جاهدا لكي يصل هذا التفتيت إلى داخل الكيان السعودي الموحد، فالقضية أمامنا قضية وجوديه، وليست قضية سياسية، حتى نختلف عليها، الاختلاف السياسي مشروع، لكن الاختلاف في أحقية الوجود من عدمه له تداعيات على المنطقة كلها، وعلى دول الخليج العربية بالذات، الحرب التي تشن اليوم حرب وجودية، ضد العرب وضد وجودهم وضد الإسلام بصورة أشمل، يجدر بي هنا أن أشير إلى أن الإنسان القطري مرتبط ارتباطا وجوديا بأخيه السعودي كما ربطت الجغرافيا بين البلدين برباط لا ينفصم وتشابك التاريخ بينهما جعل منهما جسدا واحدا لم تستطع السياسة مهما كانت توجهاتها وتقلباتها عبر الأحداث أن تغير من ذلك شيئا، فهي علاقة خارجة عن جميع التنظيرات السياسية والإعلامية المعهودة في مثل هذه الحالات علاقة فوق الخلاف وفوق تجاوزات التاريخ، لايمكن لفيروس المرض أن يتوغل في الجسد السعودي دونما يكون قد اخترق أولا وأصاب نظيره أو نصفه القطري ولايمكن أن يهنأ النصف السعودي بنوم طالما ظل طرفه الآخر القطري يعاني السهر والحمى، إنها الروح الواحدة المحركة للتاريخ الواحد لايجدي معها مكر الماكرين ولا حقد الحاقدين، انظر معي كيف يحتفل الشعب القطري باليوم الوطني السعودي، انظر إلى وسائل الاتصال الجماهيري القطرية وهي تنبض بالحب للسعودية وشعبها وقيادتها نستشعر اليوم، كما يستشعر جميع العرب الشرفاء الخطر المحدق بنا، نستشعر أيادي العبث والدمار التي تمتد لتشعل النيران في منطقتنا، نستشعر حمى الطائفية البغيضة وهي تنتشر في أوصال المنطقة، نستشعر وحدة المملكة العربية السعودية والأخطار المحدقة بها، اليوم ليس هو يوم الحسابات الصغيرة والخلافات الطارئة داخل البيت الواحد، اليوم ليس يوم حسابات الدكاكين وبقالات السياسة الرخيصة، اليوم يوم احتساب المصير المشترك، اليوم يوم استشعار الأمن الذي يفتقده العالم من حولنا، اليوم ليس للعناوين الصغيرة، اليوم يوم العنوان الكبير للأمة العربية، التي تحاصرها المخاطر من كل جانب، نحن مع السعودية قلبا وقالبا اليوم نقف في خندق واحد، نحن مع قيادة المملكة العربية السعودية صفا واحدا، سينبري أحد قائلا ماذا تعني بكلمة «نحن» أقول له هي كل قطري شريف يزن الأمور بميزان العقل، ويدرك عواقب الأمور، ويعرف ماذا يعني له العمق الاستراتيجي وماذا يعني الدم الواحد والمصير الواحد، نبارك للمملكة العربية السعودية في عيدها الوطني ونتمنى لها في ظل قيادتها، قيادة سلمان الحزم، كل خير وتقدم.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
25/09/2016
915