+ A
A -
«نحن إزاء جائزة تعد الأولى من نوعها، ونحن نعمل على تطويرها سنوياً بإضافة فئات جديدة وبفتح مجالات أخرى، لتكون كتارا (وكما وعدناكم) محطة جديدة في عالم الرواية العربية».

هذا ما قاله ووعد به الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، على أن الجميع بات يعلم الآن حجم الوعود التي تستطيع الإرادة والعزيمة القطرية الوفاء بها في كل المجالات.. فالحقيقية التي يمكن تمييزها دون جهد، وبقليل من الإنصاف، هي تلك الإضافة الراقية، واللمسة فائقة الجودة التي يمنحها الانتباه القطري إلى أي مجال يخوض غماره، مدفوعاً بإرادة وطنية ونية صادقة وإخلاص يثير الإعجاب.

بات هذا الأمر واضحاً من خلال أمثلة لا يمكن حصرها، بحيث إن الإشادة به أو التنويه عنه لا يمكن أن تطاله شبهة المجاملة أو تضخيم الذات، بداية من الإعلام السياسي والرياضي، وكيف أصبح هناك تاريخ للإعلام في المنطقة يتحدد بقبل وبعد دخول الاهتمام القطري لهذا المجال، كذلك الرياضة، وتلك الاستحقاقات الهائلة التي استطاعت الإرادة القطرية الفوز بها، هناك أيضا السياحة، المهرجانات، الثقافة.. وكل المجالات التي تكسب زخماً إضافياً وتألقاً كمحصلة نهائية لإدارة مميزة وحس وطني يستحق الإشادة.

على أن ما يهم هنا، وأود الحديث عنه، هو المجال الثقافي، والإبداعي على وجه التحديد..

فعندما استحدثت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا- بداية عام 2014 جائزة سنوية جديدة تحت مسمى «جائزة كتارا للرواية العربية»، كان الجميع، بحكم الشواهد السابقة، على استعداد للمراهنة بأن الأمر سوف يصبح مميزاً ونزيهاً وأن هذه الجائزة سوف تصبح منصة عادلة لإظهار الأعمال المتميزة والتي تستحق الاحتفاء.. يعكس هذه الثقة حجم المشاركات التي تلقتها الجائزة، حيث بلغ عدد الروايات المشاركة 711 رواية

وهكذا انطلقت الجائزة في دورتها الأولى، حاملة معها كل هذه الأمنيات والتوقعات، تحت هذه الأهداف التي أعلنتها المؤسسة للجائزة:

- تعزيز ودعم أدب الرواية العربية للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال وتأكيد الهوية الحضارية العربية من خلال ملتقى إبداعي لإثراء الوعي الثقافي.

- التعريف بالروائيين والباحثين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وإبراز الدور الحضاري البناء الذي يقومون به في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة.

- المساهمة في نشر الثقافة العربية عالمياً من خلال ترجمة الروايات والإبداع الكتابي.

- تقدير وتكريم الروائيين والباحثين الذين يسهمون في إثراء الثقافة العربية من خلال أعمالهم المتميزة، وتشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم، وخلق روح التنافس الإيجابي في هذا المجال.

- تشجيع دور النشر العربية على التميز بغية الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد.. استخدام وسائل الاتصال الجماهيري مثل وسائط الدراما التليفزيونية أو السينما لنشر ثقافة الرواية العربية.

هذه الأهداف التي أصبحت أمراً واقعاً عند ختام أعمال الدورة الأولى.. فاز في فئة الرواية المنشورة وقيمتها ستون ألف دولار كل من واسيني الأعرج من الجزائر عن رواية «مملكة الفراشة» وأمير تاج السر من السودان عن رواية «366» وإبراهيم عبدالمجيد من مصر عن رواية «أداجيو» ومنيرة سوار من البحرين عن رواية «جارية»، وناصرة السعدون من العراق عن رواية «دوامة الرحيل».. وفي فئة الروايات غير المنشورة وقيمتها ثلاثون ألف دولار فاز كل من جلال برجس من الأردن عن روايته «أفاعي النار» وعبد الجليل الوزاني التهامي من المغرب عن رواية «امرأة في الظل»، وسامح الجباس من مصر عن رواية «حبل قديم وعقدة مشدودة»، وميسلون هادي من العراق عن رواية «العرش والجدول»، وزكرياء أبو مارية من المغرب عن رواية «مزامير الرحيل والعودة».. هذه الأعمال مع ما واكبها، ولايزال يواكبها من أنشطة مصاحبة وورش كتابية ونقدية وبحوث ودراسات..

والآن ومع إعلان الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» أن حجم المشاركات في الجائزة في دورتها الثانية، بعد أن تم إقفال باب المشاركة، فاق كل التوقعات حيث بلغ عدد الروايات المشاركة في فروع الجائزة المختلفة 1004 رواية، وهو العدد الذي يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والفرز حتى حلول موعد إقامة مهرجان كتارا للرواية العربية من 10 إلى 13 أكتوبر 2016.. وبالطبع فإن الرابح الأكبر في كل هذا هو القارئ العربي، حيث سيصل له على طبق من ذهب، وبعد مجهود لم يسبق لنا مشاهدة أن الإدارة القطرية تبخل في بذله، سيصل له حصيلة مختارة ومميزة لأعمال تستحق القراءة، وسوف تستمر التوقعات التي لا تخيب دائما عندما يتعلق الأمر بأي من المجالات التي يخوض غمارها العزم والنية القطرية في التميز.



بقلم : ضيف فهد

copy short url   نسخ
10/04/2016
1921