+ A
A -
مرت ذكرى رحيل الكاتب والفيلسوف المتعدد المواهب أنيس منصور الذي عمل في الصحافة ووصل فيها إلى منصب رئيس التحرير لعدة صحف ومجلات ومع ذلك كان يعلن أنه ليس صحفيا ولكنه أديب ودارس للفكر والفلسفة وترك أكثر من أربعين كتابا في مختلف الموضوعات بين الأدب والسياسة والفلسفة وظل يكتب عدة مقالات كل يوم في عدد من الصحف المصرية والعربية ولم يتوقف يوما عن الكتابة حتى أثناء المرض أو السفر.
التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب وتخرج منه وهو أول الدفعة وعين معيدا في القسم وبدأ في الإعداد لتقديم رسائله الأكاديمية ليصبح أستاذا للفلسفة، لكن الصحافة جذبته وأقنعه مصطفى أمين بأن يستقيل من الجامعة ويعمل صحفيا في أخبار اليوم، وفي الصحافة ظهرت مواهبه في الكتابة وارتفع نجمه حتى صار رئيسا لتحرير مجلة الجيل وبعدها شغل منصب رئيس التحرير في عدة مجلات وصحف.
الغريب أن هذا الصحفي الكبير اعترف بأن العمل في الصحافة لم يكن يخطر له على بال ولم يحلم يوما بأن يكون كاتب قصة ومع ذلك بدأ بنشر أول قصة كتبها في جريدة «الأساس» عام 1947 وعرض عليه رئيس التحرير أن يعمل في هذه الصحيفة محررا للصفحة الأدبية.
ثم انتقل إلى صحيفة «روزاليوسف» والغريب أنه اختار لنفسه اسما مستعارا هو (سلفانا ماريللي) واشتهر هذا الاسم لإقبال القراء على الموضوعات التي يكتبها، وبعد ذلك صار يكتب عدة موضوعات في كل عدد من وزراليوسف بتوقيع أسماء مستعارة مثل أحلام شريف وشريف شريف ومنى جعفر.
وعندما انتقل للعمل في «أخبار اليوم» أراد ألا يترك اسم «سلفانا ماريللي» حتى لا يستعمله صحفي آخر فنشر خبرا قال فيه: إن سلفانا ماريللي ماتت في حادث سيارة ولكنه أبقى على اسم أحلام شريف ونشر مقالات عديدة بهذا الاسم في الملحق الأدبي لجريدة الأخبار.
وانتقل أنيس منصور بعد ذلك إلى جريدة الأهرام وظل يكتب القصص القصيرة التي كانت تنشرها في صفحاتها الأخيرة وبلغ عددها 500 قصة.
وأغرب من ذلك أن أنيس منصور كان محرر صفحة المرأة في الأهرام بين 1950 و1952 فكان يقضي أياما يتردد يها على دور الأزياء ويستعين بعدد من مصممي الأزياء لمعرفة أحدث الموضات في أوروبا ونجحت صفحة المرأة وأقبلت على قراءتها النساء.
وبعد ذلك انشغل أنيس منصور بالترجمة واهتم بمذكرات عظماء وزعماء العالم فقام بترجمة مذكرات روميل أكبر قادة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية الذي كانوا يلقبونه بثعلب الصحراء وترجم مذكرات دوق وندسور ملك بريطانيا الذي تنازل عن العرش لكي يتزوج المرأة التي أحبها لأنها كانت مطلقة وكانت من عامة الشعب ولم تكن من طبقة النبلاء ورفضت الكنيسة السماح له بالزواج منها وهو ملك بريطانيا فتنازل عن العرش وتزوجها.
وقام أيضا بترجمة مذكرات جوزيف بروز تيتو رئيس يوغوسلافيا ومستر آتلي رئيس وزراء بريطانيا ومذكرات اوتو سكورزيني الرجل الذي خطف موسوليني دكتاتور إيطاليا وكل هذه الترجمات نشرت بدون اسمه وكانت تنشرها الصحف بدون توقيع.
وكتب أنيس منصور عدة مسرحيات ومسلسلات للتليفزيون فكتب للتليفزيون مسلسل «العبقري» ومسلسل «من الذي لا يحب فاطمة» وكتب مسرحيات عديدة منها مسرحية «كل واشكر» ومسرحية «الوجود والعدم» ومسرحية «حلمك يا شيخ علام».
وذكر حازم فوده رفيق أنيس منصور في رحلته الصحفية أنه سأل أنيس منصور ماذا يقول للشباب؟ فكانت إجابته أن يقفلوا الراديو والتليفزيون ويقرؤوا الكتب ويتنقلوا في البلاد ليتعلموا ويكونوا شخصيتهم وثقافتهم على أساس سليم.
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
24/09/2016
2773